وأكد الخبير النفطي محمد الشطي، أن اجتماع أوبك+ وضع خارطة طريق أمام أسواق النفط نحو التعافي، والذي بدأ فعليا مع زيادة الطلب على النفط وتشغيل المصافي في أمريكا والصين، إذ وصل سعر خام برنت نحو 42 دولارا للبرميل.
وأضاف إن اجتماع أوبك+ يبعث برسالة طمأنة للأسواق لإعادة التوازن واستقرار الأسعار، مشيرا إلى أن مبادرة المملكة تدعو إلى ضرورة التزام الدول الأعضاء باتفاق خفض الإنتاج بنسبة 100 % لمدة 3 أشهر مقبلة، وهو ما أكد عليه وزير الطاقة الروسي، إذ إن تلك التصريحات تفاعل معها السوق.
وأشار إلى أن الدور السعودي في أسواق النفط عزز عودة الاستقرار للأسواق وتعافي الأسعار، بجانب دور دول الخليج سواء الإمارات أو الكويت أو عمان، الأمر الذي أشاد به قادة العالم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولفت إلى أن اجتماع أوبك بلس يؤكد أن الدول الأعضاء لديها تصميم على إعادة التوازن للأسواق وفعل ما بوسعها لتحقيق ذلك، وتشير التوقعات بخفض في المخزون العائم، مشيرا إلى أن الأرقام التي ستصدر في شهر أغسطس ستظهر سحوبات من المخزون ولذلك يأتي استمرار الخفض لشهر واحد وتعويض عدم التزام بعض الدول.
وتوقع الشطي زيادة السحوبات بدءا من أغسطس مما يدعم الأسعار وهو ما يتضح حاليا من المنحنى السعري الذي بدأ يتحول بشكل تدريجي من الكونتانغو الذي يشجع بناء المخزون إلى الباكورديشين الذي يشجع السحوبات من المخزون في طريق التوازن، ومن المرجح أن تقبل الشركات على تغطية الطلب المتوقع خلال الأشهر المقبلة والاستفادة من الأسعار الرخيصة نسبيا لسد تعافي الطلب ورفع تشغيل المصافي.
وأشار إلى أن اتفاق أوبك بلس يعكس فاعلية ومرونة التعامل مع مستجدات السوق لا سيما أن الدول الأعضاء تسعى لتقليض الفائض في الأسواق ولديهم الاستعداد للتحرك السريع لتحقيق التوازن في السوق.
وأكد وجود ترحيب دولي لأوبك بلس لا سيما المملكة وروسيا بعد إطلاق تلك المبادرة التي تسهم في عودة الاستقرار والتعافي للأسواق وإنقاذ صناعة النفط، فضلا عن وجود عدة فوائد منها عودة الاستثمار في قطاع الاستكشاف والإنتاج والتنقيب ولو بشكل تدريجي.
وأضاف إنه يجب وضع عدة محاذير في السوق على رأسها عدم السيطرة على آثار فيروس كورونا في الأسواق النامية مثل أمريكا اللاتينية، فضلا عن تأخر نجاح بعض الدول من الخروج من الآثار السلبية للفيروس مع ارتفاع الديون، وعودة بعض الإنتاج من بعض الدول التي تضررت بسبب وضع سياسي غير مستقر، إضافة إلى عودة تعافي إنتاج النفط الصخري بشكل أكبر من التوقعات الحالية.
وقال الشطي إن الفائز الحقيقي في كل هذا في نهاية المطاف هم المنتجون وأوبك والدول التي لديها طاقة فائضة من إنتاج النفط غير مستغلة أو الدول التي استمرت في الاستثمار لرفع قدراتها النفطية لأن الأوضاع الحالية تشير إلى إنتاج متضرر ولن يعود قبل سنوات بينما هناك تعاف في الطلب وهو ما يعني الحاجة إلى إنتاج إضافي في السنوات القادمة حيث ترى بعض التوقعات أن الزيادة المتوقعة من إنتاج النفط الصخري في حالة التعافي ستكون أقل بكثير من المليون برميل يوميا وهو خلاف السنوات السابقة.
وأوضح أن الخاسر من الأوضاع الحالية هي شركات الطيران وحركة الملاحة مع توقعات بعدم التعافي الكامل قبل منتصف عام ٢٠٢٣.وتوقع ارتفاع الأسعار إلى نحو 45 دولارا للبرميل خلال الأشهر المقبلة.