بعد رفع المنع مع بداية هذا الشهر لا أخفيكم سرا أنني كنت متخوفا أكثر شيء من التقارب الذي يحصل في المساجد وعدم وعي الناس بهذا الأمر أو ربما تساهلهم، ولكن ولله الحمد وجدت أن المساجد بعد أن صليت في أكثر من مسجد في مواقع مختلفة أنها فعلا هي من طبقت التدابير الاحترازية بامتياز، حيث تجد المصلين متباعدين بما لا يقل عن المترين، وليس هناك تدافع عند الخروج، كما أن الجميع يحضر الكمامة وسجادة الصلاة الخاصة، إضافة إلى إغلاق أماكن الوضوء، وتسير العملية بترتيب جيد يؤكد أن القائمين على وزارة الشئون الإسلامية وعلى رأسهم معالي الوزير الشيخ عبداللطيف آل الشيخ يبذلون جهودا كبيرة بهذا الخصوص حتى وصلنا إلى هذه النتيجة المرضية للجميع، والتي تشير إلى تطبيق تعليمات الجهات الرسمية التي تهدف في النهاية للوقاية من جائحة كورونا بإذن الله، وللحق فإن الحمل كبير حيث يوجد ما يقارب 90 ألف مسجد وجامع في المملكة تحتاج المتابعة والرقابة والانضباط وتصعب السيطرة على تلك الأعداد إلا لمن عندهم الحماس والإصرار والوطنية، وقبل ذلك الحفاظ على مرتادي بيوت الله من الإصابة بهذا الوباء كفانا الله شره، وهو ما أكدته دائما وأبدا الجهات الرسمية بضرورة الحفاظ على المواطن والمقيم ودرء الشرور عنهم بشرط أن يتعاونوا ويطبقوا التعليمات والإرشادات التي تصدر من الجهات الرسمية.
الجمعة الماضية أول جمعة بعد الحجر حيث كان التنظيم والترتيب جميلا محققا لكافة متطلبات السلامة من تباعد ولبس للكمامات وغيرها من إجراءات أكدت عليها الجهات المختصة، والجميل في الأمر أن الوزارة قامت بفتح ما يقارب 4000 مسجد مؤقت في كافة مناطق المملكة لتأدية صلاة الجمعة لتخفيف الزحام على الجوامع الرسمية بما يحقق التباعد بين المصلين، أيضا خطبة الجمعة كانت موحدة عن وباء كورونا وتنصب في الجانب التوعوي ودور الفرد والجماعة في الأخذ بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها الدولة لمنع تفشي هذه الجائحة مع التأكيد على أن حفظ النفس من أجل مقاصد الشريعة وأن تنفيذ التعليمات من الواجبات الشرعية التي يأثم المسلم بتركها.
يتبقى دور مهم على المواطن والمقيم للالتزام بالتعليمات والإرشادات في أي موقع ومكان سواء في السوبر ماركت أو السوق أو العمل أو المسجد وغيرها من مواقع التجمع، بضرورة لبس الكمامات والتباعد حتى نصل سويا إلى بر الأمان يدا بيد بإذن الله.
almarshad_1@