ومضى يقول «بداية، لا يعترف أردوغان بأن هؤلاء اللاجئين فلسطينيون، على الرغم من أنهم يحملون بطاقات هوية صادرة عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وكذلك وثائق أخرى تحدد هويتهم على أنهم فلسطينيون».
دعم حماس
وأردف بقوله «يعتبر أردوغان هؤلاء اللاجئين سوريين، وليسوا فلسطينيين، لأنهم وصلوا من سوريا ووثائق سفرهم المؤقتة صدرت إما من الحكومة السورية أو الأونروا».
وتابع يقول «رغم ذلك، تحدث أردوغان مؤخرا عبر الهاتف مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأكد له تضامن تركيا مع القضية الفلسطينية. وبحسب ما ورد، أبلغ أردوغان عباس بأن تركيا ستواصل دعم الفلسطينيين في كافة المجالات».
ومضى يقول «طالما تفاخر أردوغان بدعمه لحماس وقال إنه لا يعتبرها منظمة إرهابية. وقال أردوغان خلال زيارة رسمية إلى لندن في مايو 2018 إن حماس هي إحدى حركات المقاومة التي تعمل على تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة».
حرمان من الحقوق
وتابع «كرر أردوغان في رسالة مصورة في 24 مايو بمناسبة عيد الفطر دعم تركيا للفلسطينيين، قائلا إنه لن يسمح بأن تكون الأراضي الفلسطينية لأي شخص آخر، مشيرا إلى نية إسرائيل في تطبيق السيادة على أجزاء من الضفة الغربية».
وأضاف «شهدنا الأسبوع الماضي أن إسرائيل قامت بتنفيذ مشروع احتلال وضم جديد يتجاهل سيادة فلسطين والقانون الدولي».
ومضى يقول «في حين أن أردوغان يتشدق بالقضية الفلسطينية ويثني على حماس، التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا جماعة إرهابية، يشكو اللاجئون الفلسطينيون الذين فروا إلى تركيا من سوريا من التمييز وإساءة المعاملة من قبل السلطات التركية».
واردف بقوله «بينما يصور نفسه كمدافع عن الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية المقدسة في القدس، يحرم أردوغان أيضًا آلاف اللاجئين الفلسطينيين من الحقوق الأساسية، بما في ذلك الحصول على التعليم والرعاية الطبية».
ظروف صعبة
ومضى يقول «أطلق نشطاء فلسطينيون الأسبوع الماضي حملة لمحاولة حل المشاكل القانونية التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في تركيا».
وأضاف الكاتب «اشتكى الناشطون من أن السلطات التركية رفضت إصدار وثائق رسمية للأطفال الفلسطينيين الذين فشل آباؤهم في تسوية وضعهم القانوني في البلاد. ونتيجة لذلك، يُحرم الأطفال من الوصول إلى المدارس والرعاية الطبية».
وأردف يقول «بحسب المصادر الفلسطينية، هناك حوالي 10 آلاف لاجئ فلسطيني في تركيا يعانون من التمييز ويعيشون في ظروف صعبة».
وأوضح أن المفاجأة الأكبر للاجئين الفلسطينيين جاءت عندما لاحظوا أن السلطات التركية كانت تصفهم بأنهم مواطنون سوريون.
ومضى يقول «بتسجيلهم كسوريين، وضعت السلطات التركية اللاجئين الفلسطينيين في وضع مستحيل. عندما تفحص السلطات التركية فيما بعد وثائقها وتكتشف أنهم يحملون جوازات سفر فلسطينية على الرغم من تصنيفهم على أنهم سوريون، فإن اللاجئين متهمون بالتزوير ويواجهون السجن أو الترحيل».
سجن اللاجئين
ونقل الكاتب عن توري تميم، وهو لاجئ فلسطيني، قوله إن معاناة اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا تبدأ بمجرد وصولهم إلى الحدود مع تركيا. وأضاف تميم «تم القبض على معظم الفلسطينيين الذين دخلوا تركيا بشكل غير قانوني من قبل حرس الحدود التركي. عندما قدموا أنفسهم كفلسطينيين وقدموا بطاقات الهوية التي أصدرتها الأونروا، تم سجنهم لمدة 30- 45 يومًا».
وأشار تميم إلى أنه وغيره من اللاجئين الفلسطينيين وجدوا أن السلطات التركية لا تعترف باللاجئين الفلسطينيين الذين يحملون وثائق سورية على أنهم فلسطينيون بالفعل. ونقل الكاتب عن محمد عمر، وهو ناشط فلسطيني آخر، قوله إن قوانين تركيا المتعلقة باللاجئين جعلت الحياة غير قابلة للعيش بالنسبة للفلسطينيين.
وأضاف عمر «لا يمكن استخدام جواز السفر الفلسطيني للحصول على تصاريح عمل أو استئجار منزل أو تلقي خدمات مختلفة مثل الماء والغاز والكهرباء. محنة اللاجئين الفلسطينيين ازدادت حدة في الأشهر القليلة الماضية فقط أثناء تفشي جائحة فيروس كورونا».
سلطان يهين
ومضى الكاتب يقول «بدلاً من الترحيب بالفلسطينيين الفارين من الحرب الأهلية في سوريا، فإن أردوغان يهينهم ويحاول إلقاءهم في السجن». وأردف «إذا كان أردوغان يريد حقًا مساعدة الفلسطينيين، فيمكنه البدء بأمر حكومته بالتوقف عن اعتقال ومضايقة اللاجئين الفلسطينيين. إذا كان يريد حقًا مساعدة الفلسطينيين، فيمكنه التوقف عن لعب الدولة المضيافة والبقرة التي توفر المال لحماس، التي لم تجلب سوى البؤس للفلسطينيين. بالنسبة لأردوغان، فإن الفلسطينيين مجرد بطاقة أخرى يبدو أنه يستخدمها لتعزيز هدفه في أن يصبح سلطان جميع المسلمين».