الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المعمول بها في المملكة العربية السعودية والهادفة للتصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والتي نشهد انعكاس أثرها الإيجابي في الأعداد المعلنة من قبل وزارة الصحة السعودية، سواء فيما يتعلق بالإصابة أو التعافي على حد سواء، والتي بقدر ما هي واقع يبعث على الاطمئنان بكون الأمر بات قيد السيطرة التامة وبلغ مرحلة أمان وسلامة للنفس البشرية من مواطنين ومقيمين على أرض المملكة التي تفوقت بحسن تدبير وتقدير حكومتها، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله- اللذين كان لنظرتهما بعيدة المدى وإستراتيجياتهما شاملة الأطر ودعمهما اللامحدود لكافة القطاعات المعنية بمكافحة هذه الجائحة، والقطاع الصحي على وجه الخصوص، الفضل في بلوغ هذه المرحلة.
ما ورد في التقرير الذي نشرته مجلة «فوربس» الأمريكية عن أكثر 100 دولة أمانا في العالم من فيروس كورونا المستجد، وأن المملكة جاءت في المرتبة الـ 17 عالميا متفوقة بذلك على الكثير من الدول المتقدمة، يحمل لنا دلالة أخرى على أن الرعاية التي أولتها الدولة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وتغليبها لمبدأ سلامة الإنسان على أي مبدأ أو مصلحة ليكون منصة انطلاق كافة القرارات والتعليمات المرتبطة بمختلف حيثيات هذه الأزمة وسبل التصدي لها والحد من انتشارها، قد آتى أثره على الوجه المأمول، ونقلنا من مرحلة التصدي للخطر إلى مرحلة «نعود بحذر» لتنطلق مظاهر العودة للحياة الطبيعية بمفهومها الجديد القائم على التباعد الاجتماعي، والتي تم الإعلان عن تفاصيلها التي شملت كافة المفاهيم في السلوك اليومي للفرد سواء في كيفية العودة إلى الأعمال أو الأسواق أو المساجد أو التنقل بين المناطق.. وبقية مظاهر الحياة اليومية.
وفي ذات الوقت فهذا التقرير يحمل رسالة وإن اتسعت في أطرها إلا أنها تلتقي في مضمون أهمية تعزيز الوعي المجتمعي في المرحلة الراهنة، فهذه الجهود والتضحيات المبذولة من الدولة والتي حققت هذه النتائج التي يشهد لها العالم ويوثقها التاريخ تستدعي استشعارا لحجم المسؤولية المرتبطة بالامتثال لكافة سبل الوقاية والاحتراز لتحقيق استدامة أمن المرحلة وقدرة الانتقال لما بعدها.
[email protected]