وأضاف: كان بالإمكان استدعاؤه إلى النيابة واستجوابه، لكن اعتقال صحفي بهذه الطريقة أمر لا يحدث في الأنظمة الديمقراطية.
وفي السياق نفسه اعتقلت مديرة الأخبار بقناة OdaTV ميسر يلدز بتهمة «التجسس العسكري» بعد أن نشر موقع القناة أخبارا عن العمليات العسكرية في ليبيا ومقتل أحد الاستخباراتيين على يد قوات الجيش الوطني الليبي.
وتعرض صحفيون في أربع وسائل إعلامية هي «سوزوجو وموقع OdaTV وصحيفة يني تشاغ وصحيفة يني ياشام» لمضايقات أمنية، بسبب تناول أخبار عن المعارك العسكرية في ليبيا.
قمعي وحشي
من جهته، قال خبير العلاقات الدولية أحمد العناني لـ«اليوم»: تركيا من أسوأ دول العالم في الحريات بحسب تقارير منظمات وجهات دولية معنية بحقوق الإنسان والحريات، ويصنف نظام أردوغان بأنه أبرز الأنظمة القمعية والوحشية في العالم في ملف التنكيل بالإعلاميين والصحفيين.
وأشار إلى أن تركيا تشهد حاليا حملة اعتقالات واسعة ضد أصوات من المعارضة ووسائل الإعلام والصحف التي كشفت مقتل ضباط أتراك في ليبيا وتدين التدخل في شؤون الدول وتوريط أنقرة في أزمات هي في غنى عنها في وقت تعاني فيه من ظروف اقتصادية صعبة تحتاج إلى الاهتمام بالشأن الداخلي.
وانتقد العناني تصريحات رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون التي يقول فيها لمسؤولين أمريكيين «إن حرية الصحافة هي العمود الفقري للديمقراطية»، مشددا على أن تركيا الدولة الأخيرة في العالم التي تتحدث عن حرية الصحافة؛ إذ يجب تنظيم حملات دولية كبرى للتفتيش في السجون والتحقيق في أسباب اعتقال وسجن صحفيين وإعلاميين بدون تهم سوى انتقاد سياسات أردوغان الديكتاتورية الفاشلة داخليا وخارجيا.
زنزانة الصحفيين
كانت منظمة العفو الدولية قد وصفت تركيا بأنها «زنزانة» للصحفيين وأكبر سجّاني العالم للإعلاميين، وكشفت عن وصول الأحكام الصادرة بحق بعضهم إلى السجن المؤبد، ونشرت تقريرا على موقعها الإلكتروني يطالب فيه صحفيون أتراك بالإفراج عن أكثر من 120 من زملائهم المسجونين منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016. كما طالبوا المجتمع الدولي بالتضامن معهم في مواجهة قمع أردوغان والاعتقالات التعسفية والمحاكمة بتهم التعبير السلمي عن آرائهم.
على صعيد متصل، قال خبير العلاقات الدولية محمد شعت إن تقارير دولية سخرت من اتهام أردوغان لحزب العمال الكردستاني بالوقوف خلف أحداث الشغب التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن كل من يعادي نظام الفاشي التركي يضعه في خانة الإرهاب بينما الحقيقة أن نظامه وحزبه الإخواني العدالة والتنمية هما من يمول الإرهاب في العالم، لافتا إلى أن أردوغان يعاني فشلا كبيرا داخليا ويبحث عن شماعة خارجية يعلق عليها أسباب حماقاته وتدخلاته في شؤون عدد من دول المنطقة.