ويتميز «قصر الكاتب» بطراز معماري فريد من نوعه، حيث يقف القصر بأعمدته وتيجانه وأقواسه، لافتًا الأنظار بنوافذه الخشبية المزخرفة بدقة عالية في التصميم، مجسدًا اندماج فن العمارة الإسلامي بفن العمارة الروماني مع نظم فن العمارة التقليدية لمنطقة الحجاز، ومدينة الطائف خصوصًا.
المجسمات الحجرية
ويمتاز القصر عن بقية القصور التراثية القديمة بالطائف بكثرة المجسّمات الحجرية والجصية والأجورية المتنوعة ذات الأشكال والأحجام المختلفة، التي تُعدّ تحفًا فنية رائعة المنظر، لما تحمله من رسومات وصور وأشكال هندسية لحيوانات ونباتات تعبّر عما تتمتع به البيئة الطبيعية للطائف من ثروة حيوانية كبيرة على مر العصور.
حجر الجرانيت
ويبرز في الطائف أيضًا قصر «بيت الكعكي» في حي السلامة، الذي شيّد عام 1358هـ خارج سور الطائف القديم، ويحده من الشرق شارع أبي جعفر المنصور، ومن الغرب شارع القرطبي، ومن الشمال شارع السيوطي، ومن الجنوب شارع سلامة.
وبُني القصر من حجر الجرانيت، والنوره، والأجور، والبطحاء، وخشب العرعر، وخشب الماهوجني والزان، والحديد، والزجاج الملون، وزاد جمال شكل القصر حجر الجرانيت البياضي النظم أو المهذب، الذي بُني به وهو خمسة أشكال «الدستور، والدائر، والغرز، والحدة1، والحدة2».
الفن الروماني
ويتكون القصر من ثلاثة طوابق بُنيت على نهج الفن الهندسي المعماري الروماني، مع الحفاظ على التقاليد الهندسية المحلية وشخصيتها بمنطقة الحجاز، وازدان القصر بأعمدة من الحجر والنوره، وزُخرف بزخارف مميزة تمتد حتى الأسطح.
بئر مطمورة
وللقصر مساحات داخلية واسعة، يقابلها ديوان ملحق بصوان تخرج منهما سلالم للأعلى، والقصر من الداخل متشكّل الأطراف والجوانب والجدران وجميع أجزائه الداخلية مصنوعة من الحجر والرخام والنوره، ويجاور القصر بستان تزرع فيه الفواكه والخضراوات والزهور، يمتد باتجاه الشمال والشمال الشرقي، كما توجد فيه بئر مطمورة كان القصر يزوّد منها بالمياه العذبة. وطليت جدران قصر الكعكي من صخور النوره، كما بُنيت فيه 10 دورات مياه، وستة مطابخ منتشرة في أدوار القصر الثلاثة.
مجسّمات رخامية
ويوجد للقصر بابان، إضافة للبوابة الرئيسة باتجاه الشرق شكّلت بالأعمدة والأقواس، كما توجد فيه أربعة أسطح محاطة بأسوار تعلوها مجسّمات رخامية وزخارف ذات أشكال هندسية بطابع شرقي حجازي، فيما تتشكّل النوافذ والشبابيك بصورة متناغمة مع التشكيل المعماري الخارجي للقصر.
زخارف هندسية
ويحتوي على زخارف هندسية فنية أعطته استقلالية في النمط المعماري المحلي الحجازي، إضافة إلى أعمدته الأسطوانية «المزججة»، التي تمتد من الدور الأرضي للعلوي، وأشكاله الهرمية فوق الأسطح الأربعة، التي رسمت أسفله أطواقًا مميزة تفصل كل دور، إضافة للشبابيك الرخامية، التي شكّلت على هيئة أقواس وإطارات مستطيلة زادت من روعة جمال البناء، والأشكال الهندسية الفنية المصنوعة يدويًا.