تبادل الهدايا بين الناس وهذا الخلق الجميل الذى حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر به حيث قال (تهادوا تحابوا)، وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون، وكيف كانوا وعاشوا المعاني الحقيقية للقيم الأخلاقية للهدية وجعلوها في حياتهم اليومية.
الهدية والقيم والمعاني الأخلاقية والإنسانية يستطيع الإنسان أن يعبر عن حبه ووده وشكره وتقديره واحترامه للشخص المهدى إليه الهدية، ووسيلة للتعبير عن المشاعر الإنسانية لأشخاص يحتلون في قلوبنا مكانة، وتحمل الهدية معاني كثيرة ومختلفة تختلف حسب المواقف والمناسبات وظروف تقديم الهدية، ولتوطيد العلاقات لجميع أنواع العلاقات البشرية سواء الصداقة أو الزمالة أو الرومانسية أو بين أفراد الأسرة، ويجب هنا أن نتناول الأخوة في الإسلام ولا ننسى الآية الكريمة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) العلاقة الأخوية التي ذكرها الله في القرآن الكريم وهي الرباط الإلهي..
العلاقة المذكورة في الآية القرآنية علاقة الأخوة الواسعة المتحررة عن العلاقات العادية التي تعرفها البشرية، وهي رباط الدم والنسب رباط الأخوة الإسلامية رباط إلهي غايته رضاه الله سبحانه وتعالى، الأخوة لأجل الله التي جعلت البشر سواسية لا فرق بين البشر، جعلت الغني أخا للفقير دون استكبار، جعلت الأسود أخا للأبيض والحديث يقول (سبعة يظلهم الله في ظله ....) وذكر ضمنهم رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، وللهدية أهداف ومعان قيمة معنوية ونفسية تعبر عن الوفاء والإخلاص والإحسان، كما أنها وسيلة جيدة لفتح أبواب العلاقات وإسعاد من نحبهم من الأهل والأقارب أو الأصدقاء، ولها سحر على القلوب، الناس بالهدية تزيد الود وتزيل الأحقاد والضغينة من النفوس، وتذهب الكره والبغض، وممكن أن تكون علاجا من الأمراض وحلا لبعض المشكلات، ونتذكر القصة التي كنا ندرسها ونحن صغار، عنقود العنب الذي أهداه طفل إلى صديقه وبعدها دار العنقود أهداه لأخيه في البيت، فأهداه أخوه إلى أخته والإخت إلى أمها، دار عنقود العنب على جميع أفراد الأسرة، ويجب أن نركز على نقاط مهمة في إهداء الهدية وعندما نتبادل الهدايا، أن نخلص النية لله في إهداء الهدية حتى تكون مفتاحا للقلب لمن أهديت، وأن تتناسب مع الشخص المهدى إليه الهدية، فهدية الصغير تختلف عن هدية الكبير وهدية المدير تختلف عن الزميل في العمل وهدية الابن تختلف عن هدية الزوجة وهدية الوالدين والأقارب، وألا تكون رشوة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهدية ومنع ورفض الرشوة.
وعدم التكلف في الهدية فتكون على قدر المستطاع، ليس من المهم أن تكون غالية الثمن لكي تكون مؤثرة، ولكن الاكتفاء بتقدير الأشخاص وأن تكون في الوقت المناسب وتكون بنفس راضية ويكون منظر الهدية مقبولا ومناسبا.
[email protected]