زيادات الإصابة بكورونا طفيفة كانت أم كثيرة مرتبطة بالسلوك، فسلوك الناس العامل الرئيس في الزيادة أو النقصان، فعندما نقيس سلوك سائق مركبة ماهر على سبيل المثال أثناء السير في طريق عام ومزدحم بسائق آخر متهور يتحدى أنظمة المرور وقوانينها ولا يهتم بأرواح الناس، حينها بالكاد يستطيع السائق الماهر المسئول سلوكيا أمام الله والناس تحاشيه، فإن لم يتمكن فالحادث سيكون كارثيا لا محالة له ولغيره، نفس المثال الذي أتوقعه من الأشخاص فاقدي الوعي السلوكي المسئول وفاقدي الضمير بالطبع ازدياد الحالات سيكون كارثيا أيضا.
وزارة الصحة مشكورة تبذل كل جهد للتوعية بمخاطر هذه الجائحة وأنذرت وتنذر بأن الخطر قائم، ومن المفترض بل من الواجب الذي يحتمه الدين ويفرضه الضمير اتباع كل سبل الوقاية ومتابعة كل المستجدات والمعلومات. فلا مخالطة للحالات المصابة التي تلتزم العزل المنزلي التي تحدث أحيانا من المتهورين للأسف وتسهم في ترجيح كفة الفيروس.
سلوك المجتمع المسئول الأول والأخير ويختلف من فرد لآخر بحسب العوامل الشخصيّة والبيئيّة والتربية. فالشخص الذي لم يتعرض للفيروس في محيطه لا يأمن الإصابة بالمرض لأن المرض ينتشر دفعة واحدة، فإما أن يصاب هو وكل من يختلط بهم أو لا يصاب.. وإن أصيب لا يستطيع أن يعرف على وجه التحديد متى أصيب بالمرض وكيف؟ لأن الأعراض تتأجل، وقد يختلط بالمجتمع ولا يشعر بنتيجة مباشرة ليواصل إجراءاته الوقائية لنفسه أو لغيره. هذا رأي طبي أما رأيي التربوي فالتربية مسئولة عن سلبيات وإيجابيات سلوك الفرد والمجتمع. فعندما نربي الوجدان في أبنائنا هذا أكبر دافع لحياة ضمائرهم ويقظتها الدائمة فيستطيعون تقدير أفعالهم ومسئولياتهم، نربي الضمير الداخلي لديهم، نعودهم على مراقبة ضمائرهم الرقابة الداخلية الذاتية التي تتمثل في فهم المبادئ والقيم والسلوك، ليكون لديهم وازع من دين وضمير يمثل ميزان الحس والوعي عندهم فيضبط سلوكهم وضمائرهم.
الغريب برغم كل الاحترازات التي فرضتها الدولة، وفرضت عقوبات محددة لمن يعبث بالأوامر ولا يلتزم بسبل الوقاية إلاّ أن الأرقام تتزايد وهذا يدل على أننا بحاجة ماسة للمزيد من تعديل السلوك العام، علما بأن جهود الدولة مبهرة في الداخل ومبهرة عالميا، فالمملكة ضمن أكثر ٢٠ دولة أمانا في العالم من فيروس كورونا.. فلن ترجح كفة كورونا إذن بإذن الله.
[email protected]