ماذا نحن فاعلون، وهل نحن مستعدون، بشبابنا وبناتنا؛ لنعوّض مغادرتهم أو حتى نقصهم؟
الجواب، بطبيعة الحال، هو أن وضعنا سيكون كارثيًا بكل ما لهذه الكلمة من معنى، فنحن غير مستعدين بالمرّة لمثل هذه اللحظة التي لا يمكن استبعادها أو التقليل من إمكانية حدوثها. وأظن أننا عشنا درسًا قاسيًا من هذا القبيل أيام حرب تحرير الكويت. نعم لدينا مزارع ومصانع وإمكانات إدارة ونقل وتوصيل، كانت على قدر التوقعات، وأسعفتنا في زمن الكورونا، لكن لا بد أن يكون من الدروس المستفادة من هذه الأزمة أن اليد العاملة الوطنية هي التي يجب أن يُعوّل عليها في مثل هذه الظروف، حيث لا نضمن متى تقول هذه الدولة أو تلك لمواطنيها: عودوا إلى وطنكم، ولا نملك حق منعهم من هذه العودة لأنها تتعارض مع مصالحنا.
أعلم أن هناك مَن سيأتي ليقول إن الأيدي الوطنية العاملة موجودة في المصانع بالذات، لكنني أعلم كذلك أن أعدادها لا تكاد تُذكر، وأن مئات الآلاف، ممن يدير ويُشغِّل عجلة هذه المصانع، فضلًا عن المزارع، هم من الأجانب. وبالتالي فإن الواقعية تفرض أن نعترف بأننا لم نحشد ما يلزم من أبناء وبنات الوطن، بالتدريب والتأهيل والتوظيف؛ لنكون في كل وقت، وفي مثل هذه الأزمات بالذات، في مأمن بشري وطني يُجنبنا مطبات ومزالق العمالة الأجنبية المتوقعة.
@ma_alosaimi