من اطلاعي على سوق العمل وفرص التوظيف بالقطاع الخاص أرى أن النسبة الأكبر من فرص العمل في هذا القطاع تندرج تحت تصنيف فرص العمل التطويرية وليست التكميلية، مما يعني أننا أمام فرص وظيفية مسارها الوظيفي مميز ومُغرٍ للعمل فيه، ومردوده المادي قوي من ناحية الأجور والمميزات، ولذلك العمل على إستراتيجية واضحة من الآن على برامج تطوير الكوادر السعودية في هذا المجال سيسهل من عملية توطين العديد من المهن في الصناعات التعدينية خلال الفترة القادمة تماشياً مع مسار الرؤية، فالقطاع يحتاج لتخصصات عديدة كالتخصصات الهندسية والجيولوجية والفنية، بالإضافة للتخصصات الإدارية الأساسية.
كوجهة نظر شخصية أرى أننا نحتاج للتركيز بشكل أكبر على التعليم التقني والتدريب المهني وتكثيف الجهد لتحسين نوعية مخرجاتهم ومستويات المهارة المهنية حتى نواكب المستويات العالمية، وأرى أهمية لوجود شراكات عالمية مع معاهد وكليات لها باع طويل في مختلف التخصصات التي يحتاجها قطاع التعدين، فهذا القطاع أرى فيه مستقبلا باهرا كذراع من الأذرعة الرئيسية في توفير الفرص الوظيفية للكوادر السعودية وذلك في كثير من المناطق بالمملكة، وأرى أنه يعتبر من القطاعات التي لم نستغلها بالشكل المأمول في السابق لتوفير فرص وظيفية مميزة للكوادر المحلية.
مع المتغيرات العديدة التي تطرأ علـي مستقبل الوظائف عالمياً، من البديهي أن لا يغيب عن البال أن نجاحنا في هذا القطاع يبدأ مع التكيف مع التكنولوجيا، فالتطور التكنولوجي سيلعب دورا رئيسيا لقيادة ثورة هائلة في قطاع التعدين كتوظيف آلات الحفر ذات التشغيل الذاتي على سبيل المثال، وبالرغم من توقع العديد من المختصين والخبراء بأن مشاركة العنصر البشري ستقل بشكل كبير في هذا القطاع مستقبلاً إلا أني أختلف معهم في هذا الجانب، لأن التحكم البشري سيبقى هو العامل الأساسي لجميع العمليات.
ختاماً: التراكم المعرفي في هذا القطاع سيعتبر من أهم العوامل لنجاح إستراتيجية الاستثمار التعديني في المملكة، ولذلك من المهم أن تكون الاستفادة من الخبرات الأجنبية حاضرة في البدايات حتى نصل لمعدلات معرفية عالية وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، ومن ثم الرفع التدريجي لمعدلات التوطين سيكون مساره أسهل مما نتخيل في القطاعات الأخرى.
@Khaled_Bn_Moh