DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«بلومبرغ»: الغضب ضد رئيس الوزراء الإسباني يمزق البلاد

مخاوف من تفاقم الاستياء.. اقتصاد منهك وطوابير طويلة أمام بنوك الطعام

«بلومبرغ»: الغضب ضد رئيس الوزراء الإسباني يمزق البلاد
«بلومبرغ»: الغضب ضد رئيس الوزراء الإسباني يمزق البلاد
إسبان أثناء انتظارهم لدخول متجر بعد تخفيف مدريد قيود الإغلاق (رويترز)
«بلومبرغ»: الغضب ضد رئيس الوزراء الإسباني يمزق البلاد
إسبان أثناء انتظارهم لدخول متجر بعد تخفيف مدريد قيود الإغلاق (رويترز)
قالت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية إن الغضب ضد رئيس الوزراء الإسباني يمزق البلاد، مشيرة إلى أن المواطنين ثائرون جدًا ضده على خلفية تعامله مع تفشي فيروس كورونا.
وبحسب تقرير للوكالة الأمريكية، فقد تم وضع صورة مشوّهة لسانشيز في لافتة حمراء عملاقة معلقة في وسط مدينة مدريد.
وأردف التقرير يقول: «كان السبب في ذلك طريقة تعامله مع الوباء، والتي لقيت انتقادات واسعة، وتسببت في معاناة البلاد لدرجة جعلتها من بين أعلى عدد من الوفيات في أوروبا».
وأضاف التقرير: «لكن مع بدء تلاشي أسوأ حالة من الصدمة، أصبح النقد اللاذع يزداد سوءًا».
رد فعل عنيف
وتابع: «لقد خرجت البلاد من الإغلاق الذي استمر لمدة 3 أشهر الآن. لكن رد الفعل العنيف في العاصمة مدريد ينمو، لدرجة أن الوحدات السكنية العلوية كانت تمطر منشورات مناهضة للحكومة على المتظاهرين المتجمعين في الشارع».
وأوضح التقرير أن الغضب بات واضحًا على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل البرلمان، حيث جمع سانشيز البالغ من العمر 48 عامًا ما يكفي من الأصوات لتمديد صلاحيات حالة الطوارئ هذا الأسبوع.
ومضى التقرير يقول: «في الحقيقة، كانت التوترات دائمًا تحت السطح، لكن الفيروس ببساطة رفع درجة حرارة الحروب الثقافية التي دامت طويلًا في إسبانيا. لقد شكّك عدد كبير من السكان في شرعية سانشيز منذ توليه منصبه».
رمز للاستقطاب
ونقل تقرير الوكالة الأمريكية عن روجر سينسيرتش، وهو عالم سياسة مقيم في نيوهافن، قوله: «أنا مفتون بالكراهية المطلقة لبدرو سانشيز في أجزاء معينة من اليمين. إنه سياسي عادي جدًا، ومتوسط في كل شيء تقريبًا، وطموح مثل أي زعيم آخر لحزب وطني، وربما بنفس الكفاءة».
وتابعت الوكالة: «إسبانيا هي ديمقراطية شابة نشأت من ديكتاتورية عسكرية في أواخر السبعينيات لتصبح واحدة من أكثر الاقتصادات ازدهارًا وليبرالية اجتماعيًا في أوروبا. ومع ذلك تظل سياساتها شديدة التحزب مع وجود خطوط أيديولوجية فاصلة بشكل حاد تذكرنا بالولايات المتحدة تحت حكم دونالد ترامب أو بوريس جونسون فيما يخص خروج بريطانيا..».
وأوضحت أن سانشيز بات رمزًا لحالة استقطاب، مضيفة: «هذا يجعل من شبه المستحيل تخيل كيف سيجد السياسيون قضية مشتركة في سعيهم للخروج من الركود المدمر».
خطأ التحالف
ونقلت عن إجناسيو أوركيزو، عالم الاجتماع والنائب الاشتراكي السابق: «يميل اليمين دائمًا إلى أن يكون شخصانيًا للغاية في هجماته. إنهم يركزون على القائد».
وأردفت وكالة بلومبرغ تقول: «تُظهر الصور القادمة من الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي مدى سرعة انهيار النظام عندما يكون هناك مزيج من الانقسامات الطويلة الأمد والصعوبات الاقتصادية الحادة والشعور الحاد بالظلم».
وتابعت تقول: «من المؤكد أن إسبانيا لم تشهد شيئًا مثل احتجاجات (حياة السود مهمة) حتى الآن، ولكن لديها بعضًا من نفس المكونات نفسها، ولديها البعض من مكوناتها الخاصة».
وأضافت: «بالنسبة للعديد من الناخبين المحافظين الذين يشكّلون حوالي ثلث الناخبين الإسبان، كانت خطيئة سانشيز الأصلية هي تشكيل تحالف مع مجموعة اليسار المتطرف والانفصاليين في كاتالونيا وبلد الباسك».
تقويض النظام
ولفتت إلى أن هاتين المجموعتين اجتمعتا في تصويت بحجب الثقة عام 2018 للإطاحة بحزب الشعب اليميني من الوسط، الذي ظل يعرج منذ أن فقد الأغلبية قبل 3 سنوات.
وأردفت تقول: «اعترض المحافظون على أن سانشيز كان يصطف مع المشرعين الذين أرادوا تقويض النظام الدستوري لإسبانيا أو حاولوا بالفعل تقسيم البلاد. يقولون إن رغبته في إبرام صفقات مع تلك الجماعات الآن لإبقاء تحالف الأقلية في السلطة خيانة وانعدام ضمير».
ونقل تقرير «بلومبرغ» عن خافيير فيرنانديز لاسكويتي، مسؤول الاقتصاد في منطقة مدريد، قوله «ليست هذه هي الطريقة التي تعمل بها السياسة في الحياة الحقيقية».
وأوضح التقرير أن القواعد البرلمانية تتطلب لأي تصويت بحجب الثقة اقتراح رئيس وزراء بديل، لذلك من غير المحتمل أن يجبر حزب الشعب سانشيز على الخروج.
حالة الطوارئ
ومضى التقرير بقوله: «على أية حال، في بداية الجائحة كانت هناك لحظة وحدة وطنية. عندما أعلن سانشيز حالة الطوارئ في مارس، لم تصوت حتى المجموعة اليمينية المتطرفة فوكس ضده، لكن ذلك لم يدم طويلًا».
وأردف: «عندما بدأ سانشيز في رفع القيود في بقية البلاد، كانت مدريد وبرشلونة تحت الإغلاق وبدأ الاستياء يتراكم. وقال القادة الإقليميون إن معايير الحكومة ليست شفافة ولا موضوعية».
ونقل التقرير عن أوركيزو، قوله: «إذا تفاقم الوضع الاقتصادي، فهناك احتمال أن يتفاقم الاستياء أبعد من مدريد».
وحذرت الوكالة من خطورة قيام الفصائل السياسية الراسخة بترك البلاد غير قادرة على مواجهة تحدياتها المتزايدة، خاصة مع نمو الطوابير أمام بنوك الطعام وجلوس المواطنين بأعداد تتزايد في المنازل.
واضافت: «تحتاج إسبانيا إلى رئيس وزراء لإحياء الاقتصاد المنهك، وتحقيق الاستقرار في المالية العامة، ثم العمل على العملية الصعبة المتمثلة في إصلاح النظام الديمقراطي. لكن مثل الملايين من شعب بلاده، يحاول سانشيز فقط الوصول إلى نهاية الشهر».