وقال مساعد رئيس مؤسسة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية للشؤون الدولية بيمان جبلي إن القرار يشمل قنوات مختلفة من بينها «العالم»، التي تبث باللغة العربية، وقناة «برس تي في» باللغة الإنجليزية بسبب ديون بالعملة الأجنبية.
ونقل موقع «إيران إنترناشينال» عن جبلي قوله إن السلطات قررت في وقت سابق إغلاق «راديو دري» بعد 40 عاما من العمل في العاصمة الأفغانية «كابول» بسبب الديون، كما كشف جبلي أنه في الأشهر الخمسة الماضية لم يتم تخصيص أي مبالغ لمؤسسة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية.
كانت شركة القمر الصناعي «يوتلسات» قد أغلقت قناة «الكوثر» في 20 مايو الماضي بسبب الديون، وهي إحدى القنوات التابعة لإيران والناطقة باللغة العربية.
وكان مدير القناة الثالثة الإيرانية، غلام رضا مير حسيني، قد كشف عام 2015 أن ديون مؤسسة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية تخطت الـ 50 مليون دولار.
من جهته، قال الباحث في الشؤون الإيرانية هشام البقلي إن القرار ضربة موجعة لمنابر طهران، التي تدعم الميليشيات الموالية لها، والتي تعيث فسادا في المنطقة وتروج للمخططات الإيرانية الهدامة.
أزمات طاحنة
وشدد الباحث في العلاقات الدولية أحمد العناني على أنه في الوقت، الذي يعاني فيه المواطن الإيراني من أزمات مالية طاحنة، يخصص نظام الملالي مئات ملايين الدولارات لدعم مخططاته، التي تستهدف الفوضى في المنطقة، لافتا إلى أن غلق عدد من منابره الإعلامية المسمومة تقليم لأظافره. واتفق معه الباحث في الشؤون الإيرانية محمد شعت، الذي يؤكد أن ما تمر به إيران من أزمات مالية خانقة ليس فقط بسبب العقوبات الأمريكية ولكن لفساد مسؤولي النظام ونهب ميزانية الدولة وتوجيهها للحرس الثوري لتصفية المعارضين وتنفيذ مخططات إرهابية.
مظاهرات غضب
من جانب آخر، تتواصل مظاهرات الغضب في عدد من المدن الإيرانية احتجاجا على سوء الأحوال المعيشية والصحية واستمرار سياسة تكميم الأفواه باعتقال السياسيين المعارضين ما دفع عددا من الشباب لاستهداف مراكز خاصة للقمع تابعة لنظام الملالي.
وامتدت المظاهرات إلى العاصمة طهران أمس السبت ومدن «مشهد وكرمانشاه وساوه وكرج واصفهان وسربندر بماهشهر وشهركرد وخرم آباد»، وشملت إشعال النار في صور خميني وتدمير لافتات وصور كبيرة لمؤسس النظام وإضرام النار في مداخل قواعد للباسيج وحوزات لنشر الجهل والجريمة للملالي.
كما احتشدت مجموعة من المزارعين في خوزستان أمام منظمة الجهاد الزراعي «الجمعة» احتجاجا على تعيين مسؤول فاسد لرئاسة منظمة للحفاظ على نباتات البلاد، كما نظم عدد من البائعة المتجولين بمدينة آبادان وقفة للاعتراض على اعتداء الشرطة عليهم وحظر مهنتهم ما أدى لقطع أرزاقهم وعدم توفير مهن بديلة تعينهم على توفير قوت أولادهم.
وثائق الانتفاضة
فيما حصلت لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على وثائق تكشف أسماء جرحى انتفاضة نوفمبر الماضي وتفاصيل نقلهم إلى مستشفى طهران، وتوضح الوثائق أن من بين 60 مصابًا نقلتهم خدمات الطوارئ إلى المستشفى 6 سيدات اثنتان منهن أصيبتا برصاص الشرطة، وتم تسجيل 5 من شباب الانتفاضة في وثائق الطوارئ كمواطنين مجهولي الهوية.
وفي تأكيد على التجاوزات في معتقلات الملالي، أفادت أسرة علي يونسي الطالب بجامعة شريف للتكنولوجيا إصابته بفيروس «كورونا» في السجن.
ونُقل علي يونسي إلى زنزانة صغيرة الإثنين الماضي بعد 59 يوما في الحبس الانفرادي، حيث تم احتجازه مع 8 أشخاص آخرين.