ومضت الكاتبة تقول «هذه الكارثة مزدوجة نظرا لأن ذوبان الأرضية الجليدية تسبب في انهيار أحد أعمدة مخزن الوقود، كما أن التسرب حول أحد الأنهار المحلية للون الأحمر».
وأشارت إلى أنه برغم أن الحادثة لا تصل لمستوى كارثة عام 1989 عندما تسرب 37 مليون برميل من النفط من ناقلة «إكسون فالديز»، إلا أن السبب الكامن وراء الكارثة الحالية أكثر إزعاجا، خاصة أن هذه الكارثة تمس مشاكل بيئية بعيدة الأثر في منطقة القطب الشمالي، لتصبح مشكلة سياسية عابرة للحدود الوطنية أيضا.
وتابعت «تعد نوريلسك واحدة من المدن الروسية القطبية التي تقع على خطوط المواجهة الأمامية مع التغير المناخي»، مؤكدة أنها نموذج جيد على كل ما هو خطأ في القطب الشمالي الروسي.
وأوضحت أنها تقع في منطقة غنية تحتوي على أكبر مخزونات العالم من النحاس والكوبالت والبلاتين والفحم، لكنها مثقلة بإرث معسكرات الغولاغ التي أقيمت في ثلاثينيات القرن الماضي والتي كان يعمل فيها المساجين.
وأردفت تقول «أقيمت نوريلسك، مثل العديد من مدن القطب الشمالي الأخرى، على أرضية جليدية دائمة. ويعاني 60 ٪ من مباني المدينة من انهيارات بسبب ترقق الطبقة الجليدية، كما تم اعتبار 10 ٪ من المباني بأنها غير صالحة للسكن».
وأضافت «نرويلسك ليست وحدها. ففي أغلب مناطق القطب الشمالي الروسي، تقدر الخسائر الاقتصادية نتيجة لذوبان الأرضية الجليدية بما يزيد على 2 مليار دولار كل عام. لكن بعد أن ينقضي أمد طويل على احتواء حادثة تسرب وقود الديزل، سيتواصل الخطر الأكبر المتمثل في ذوبان الأرضية الجليدية، وسيكون حل المشكلة أكثر صعوبة».
وأردفت «اعتاد الأوربيون على التأقلم مع مشاكل روسيا البيئية. وعملت النرويج بهدوء منذ التسعينيات على مساعدة روسيا على التخلص بأمان من المخلفات النووية للغواصات السوفيتية، مستعينة بتكنولوجيتها لوضع خطة لتأمين 22 ألف من عناصر الوقود النووي المستهلك وآلاف أمتار المخلفات المشعة والصلبة، إذ جرى تخزين بعضها في مناطق خالية في حاويات صدئة. كما دفعت إيطاليا مقابل سفن مصممة لهذا الغرض».
وتابعت تقول «ربما تشعر روسيا بالبهجة بسبب احتمال جنيها فوائد اقتصادية من ذوبان المحيط القطبي، في وقت تطور فيه طريق بحر الشمال ومنصات غاز طبيعي مسال، تمولها بالدرجة الأولى الصين. كما تصوّر روسيا حشدها العسكري في القطب الشمالي بأنه مسألة فخر وطني».