قبل أكثر من عشرة أعوام كان إثراء أو مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي طور الإنشاء، وكان انتظار إنجازه كبيرا بين عامة الناس والأوساط الثقافية خصوصا، في العام 2010 كنت والصديق الفنان إبراهيم بن عمر نشرف على أعمال برنامج صيف 31 الذي نظمته أرامكو بالظهران واستضافت فيه العديد من الفنانين والخطاطين والمصورين والباحثين، كانت المعارض والورش والمحاضرات، كان برنامجا صيفيا مفعما بالحيوية استمر لأكثر من شهر، فيه السعوديون والعرب والأجانب. قبل أعوام قليلة فتح المركز أبوابه وبدأ في تنفيذ مشاريعه. كنت وغيري نراقب تلك الانطلاقة إما بالحضور وبناء على دعوات كريمة من القائمين عليه أو من بعيد وفق علمي بما يتم تنظيمه، الأنشطة لها شكل من التنويع سعيا إلى صيغة مختلفة عما يقام أو تنظمه جهاتنا الحكومية أو الخاصة فيما يتعلق بالبرامج الثقافية، حضرت أكثر من معرض أهمها استضافة المركز لأعمال مونخ وبرنامج آخر تحت مسمى إثراء المحتوى، لإثراء سياسته في الاختيار ووضع البرنامج الذي يراه، لكن أبرز ما ألاحظه هو غياب المنجز السعودي خاصة ما يتعلق بالفنون التشكيلية أو البصرية، معرض مونخ ومع كل ما تضمنه من حسن إعداد وتنظيم ومطبوعات واستضافة كنت أرى أن يقابله معرض لفنان سعودي بأهمية مونخ في بلاده، كنت أنتظر احتفاء باسم سعودي كمنيرة موصلي التي عملت في أرامكو منذ 1979 أو عبدالحليم رضوي الذي استدعته أرامكو عام 1966 ليرسم غلاف تقريرها السنوي، فأقام معرضا لأعماله وحكم أحد المعارض الطلابية التي تنظمها الشركة، أو محمد السليم أو صفية بنت زقر أو غيرهم من الأسماء السعودية الكبيرة. المنتظر من إثراء التفاتة حقيقية وفعل مباشر نحو الفن التشكيلي السعودي بكل توجهاته وأسمائه المؤثرة.
[email protected]