لأنك موظف في القطاع العام.. اعتاد أن يتنفس أوكسجين الأمان داخل زجاجة صغيرة، ستبقى مأسورا بعالمك الضيق.. مفضلا البقاء فيه.. تسعى لاستعطاف أصحاب القوارير ليمنحوك زمنا إضافيا، لأن أحلامك لم تتحقق بعد ولن تتحقق!.. السجن خيارنا نختاره ونحن نشعر بالمعاناة.. لتستمر المعاناة!
لم نعتد على اتخاذ قراراتنا بشجاعة، لأننا لم نتعلم الشجاعة!.. علمونا (الجبن) في المدارس.. لا نمنح أنفسنا وقتا لجمع معلومات كافية وصحيحة.. ولا نستحضر البدائل ولا نقيمها.. لذلك نفضل البقاء.. داخل الزجاجة.. لأنها الخيار الأول من تجربتنا الوحيدة البائسة المريرة!
بعد أن أصبحت مصالحك البسيطة داخل زجاجة.. عليك لتبقى داخلها أن تتنازل كثيرا.. وتتوسل كثيرا.. وتتسول كثيرا!.. ابق يا صاحبي داخل الزجاجة أما صاحبكم فقد وصل إلى قناعة بضرورة الخروج من عنقها الضيق إلى الفضاء الواسع.. كل ما ينتظره هو التوقيت المناسب لذلك الخروج.
من يظنون أنهم قادرون على أن يخرجوك من الزجاجة، ويمنعوا عنك الماء، ما دروا أنك برمائي.. قادر على أن تتنفس الهواء.. هؤلاء يحيكون المؤامرات، وينتجون الوهم.. إنهم لا يفكرون إلا في أنفسهم والخاضعين لهم.. هؤلاء لا يقيمون اعتبارا للمضمون، لأنهم خاوون يا حبيبي!
لو أوصدوا عليك الأبواب، لن يستطيعوا أن يحجبوا فكرك من التسلل من عنق الزجاجة إلى فضاء المعرفة الواسع.. ذلك الفضاء الذي تطل من خلاله بكامل أناقتك ولا تحتاج لأكثر من كوب من القهوة وقطعة من فطيرة التفاح!
إلى الأعلى
أصبحت أطير..
بأجنحة أربعة..
تجاوزت بها السحب..
ولم أعد أرى قفصي..
الأرض بأسرها..
أضحت أصغر..
من قفص
عقلي تلفه..
سحابة حريرية بيضاء..
وقلبي يسبح..
في الماء الطاهر..
يا معشر التعساء..
ابقوا في العكر..
اصطادوا منه الذل..
وأقيموا حفلتكم..
على جيف البؤساء..
لن يسقط الماء..
من السماء..
وأنتم تنظرون..
إلى الأرض