إن تعديل اللوائح والأنظمة إضافة ضرورية تفرضها متغيرات كثيرة أغلبها خارج نطاق تحكم الدولة ممثلة بوزارة المالية، ومنها غلاء المواد الأساسية من مصدر الاستيراد لتنفيذ المشروع. ولوزارة المالية دور كبير في تعثر هذه المشاريع إما بسبب سوء تقديرها للتكاليف أو إرسائها على مقاولين أقل تكلفة وأقل جودة وأقل جدارة مما يؤدي إلى تعثرها. إن لتأخير مستحقات المقاولين أو تعقيد الإجراءات ممارسات غير محفزة. وقد يكون للجهة الحكومية المستفيدة من المشروع الحكومي دور في تعثره أو فشله، وذلك لعدم قدرتها على تقدير المدة الزمنية لتنفيذ المشروع، ناهيك عن ضعفها القانوني في كتابة العقود وشروطها وتكاليفها. ومن الأهمية أن تتقدم الجهة الحكومية المستفيدة من المشروع بدراسة مستفيضة عن المشروع الذي ترى حاجتها له لتنفذ دراسة الجدوى مؤسسات متخصصة في البحوث والدراسات، خاصة في تكلفة المشروع.
إن لعدم التنسيق أو ضعفه بين الجهة الحكومية المستفيدة والشركات أو المؤسسات المنفذة للمشروع دور كبير في تعثره، ناهيك عن عدم توافر التنسيق الفعال مع وزارة المالية، لذلك يجب التكامل والتنسيق بين هذه الجهات بفاعلية في كل مرحلة من مراحل تنفيذ المشروع حتى لا تكون هناك ثغرة للتعثر أو الفشل. ومن الأهمية التكامل بين الجهات الحكومية المستفيدة من المشروع وجهات أخرى تقوم بتقديم الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والاتصالات والبلدية والمواصلات وغيرها، وهنا تكمن أهمية التنسيق مرة أخرى.
ولقد أصبحت مسئولية ومحاسبية تعثر المشروع كاملة على المقاول المنفذ سهلة من قبل وزارة المالية التي تريد من جميع الوزارات والإدارات والهيئات الحكومية التكيف مع إجراءاتها البيروقراطية المكلفة والمساهمة في تعثر أو فشل المشاريع. إضافة إلى ذلك أن وزارة المالية لا تكيف العقود مع تغير التكاليف المتغيرة للمواد الأساسية التي تؤثر في ربحية المقاولين، لذلك يجب عليها المرونة وإعادة النظر فيما يطرأ من تغير مفاجئ في التكاليف.
dr_abdulwahhab@