وأردف الكاتب: انخرط الجانبان الآن في خلافات دبلوماسية متصاعدة ظهرت بسرعة كأول جبهة للحرب الباردة بين حلفاء الولايات المتحدة، وأولئك الذين ينحازون بشكل صريح إلى الصين.
ومضى يقول: تحولت العلاقات بشكل قاطع منذ أن دعت أستراليا الشهر الماضي إلى إجراء تحقيق مستقل في أصل جائحة كورونا، الذي بدأ بجميع الحسابات الموثوقة في مدينة ووهان بوسط الصين في يناير قبل أن ينتشر عالميا.
وأضاف: ردت الصين بالمثل من خلال سلسلة من التهديدات الاقتصادية، بما في ذلك فرض حظر على واردات لحوم البقر الأسترالية وتعريفات مرتفعة جديدة على الشعير الأسترالي. كما أثنت بكين الطلاب الصينيين عن الدراسة في أستراليا، ومواطنين آخرين عن السفر للسياحة، مدعية أن البلاد ليست آمنة بسبب الهجمات العنصرية ضد الآسيويين خلال الوباء.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون رد على تلك التهديدات بقوله إن بلاده مستعدة لاختيار الاستقلال الذاتي الوطني على المصالح الاقتصادية.
ونوه الكاتب بأن هذه المصالح كبيرة، حيث إن الصين هي أكبر شريك تجاري لأستراليا، بتجارة ثنائية بقيمة 160 مليار دولار أمريكي العام الماضي.
وأضاف: قدرت دراسة أن الجامعات الأسترالية قد تخسر ما يصل إلى 16 مليار دولار بحلول عام 2023 بسبب الجائحة، مع انخفاض معدلات التسجيل الدولية بنسبة 20٪ في العام، مما تسبب في انخفاض الإيرادات بنحو 3.3 مليار دولار.
وتابع يقول: في الوقت نفسه، تعامل أستراليا الصين بشكل متزايد كمنافس إستراتيجي وليس حليفا.
وأوضح أن أستراليا انضمت في السنوات الأخيرة بشكل فعال إلى عمليات حرية الملاحة، التي تقودها الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي، ونشرت السفن الحربية لتحدي مطالبات بكين الواسعة في الممر المائي من خلال شبكتها المترامية الأطراف من الجزر المستصلحة والمسلحة.
وأضاف: في أبريل الماضي، انضمت فرقاطة أسترالية إلى سفينتين حربيتين أمريكيتين كجزء من العمليات متعددة الأطراف المزدهرة، التي تهدف إلى مواجهة مطالب الصين في بحر الصين الجنوبي.
وأردف يقول: في وقت سابق من هذا الشهر، عقد الزعيم الأسترالي قمة افتراضية مع نظيره الهندي، رئيس الوزراء ناريندرا مودي، حيث وقّع الزعيمان اتفاقية دفاع جديدة، أكدا أنها ستكون بمثابة الخطوة الأولى في تعميق العلاقات الدفاعية بين الجانبين.
ونوه بأن ترتيب الدعم اللوجيستي المتبادل بين أستراليا والهند وترتيب تنفيذ العلوم والتكنولوجيا الدفاعية سوف يمهد الطريق لتمارين مشتركة موسعة، ونقل تكنولوجيا الدفاع، والتنسيق الإستراتيجي عبر الخطوط البحرية الحيوية للاتصالات.
وأوضح أن الهند ترتبط بشكل خاص بأستراليا، نظرا لمصالحها المشتركة في المنطقة، مضيفا «في السنوات الأخيرة، وسعت نيودلهي التعاون الأمني البحري ليس فقط مع الحلفاء الأستراليين مثل الولايات المتحدة واليابان، ولكن أيضًا مع شركاء جنوب شرق آسيا مثل فيتنام وإندونيسيا والفلبين».
وتابع: انزعجت الهند بشكل خاص من الوجود البحري المتنامي للصين في المحيط الهندي، وكذلك التهديدات المحتملة لحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، وهو شريان رئيسي للتجارة الآسيوية في الهند. ولفت إلى أن توقيت صفقة الدفاع الجديدة مع أستراليا يتزامن بشكل رمزي مع النزاع الحدودي المتصاعد بين الهند والصين في جبال الهيمالايا مما يعكس التنافس الإستراتيجي المتزايد بين العملاقين الآسيويين في السنوات الأخيرة.