وبالرغم من حزمة العقوبات التي فرضتها الحكومات في سبيل الحد من انتشار فيروس كورونا -بين أطياف المجتمع- وبالرغم من انتشار المرض بين الصفوف إلا أن هناك فئة كبيرة لا تزال مصرة على موقف التجاهل واللامبالاة حتى وإن وقعت في محل المساءلة والعقوبة.
المطلوب من الجميع في هذه المرحلة الحرجة هو إقرار الالتزام الجاد بكل التوجيهات والتعليمات الصادرة عن الجهات المسؤولة، فقد وجهت حكومات دول مجلس التعاون كل طاقتها وإمكانياتها في سبيل الخروج الآمن من هذه الأزمة بأقل الخسائر قدر المستطاع، وأقل ما يمكننا عمله هو التقيد بضرورة التباعد الاجتماعي رحمة بأولئك المحاربين في الصفوف الأمامية من الأطباء والممرضين والمتطوعين الذين يقضون جل وقتهم بعيدا عن أهلهم وذويهم معرضين حياتهم للخطر في كل يوم من أجل رعاية المرضى وتخليص أبدانهم من وباء كورونا.
وكما ذكرنا سابقا، بأن النتائج المرجوة للانتقال إلى المرحلة الأكثر أمانا مرهونة بتكاتف الشعوب وتعاونهم كافة، فلا يمكن لجهة أن تحقق النجاح في ظل تهاون جهة أخرى تستخف باشتراطات الأمن والسلامة.
ندرك تمام الإدراك أننا قد اشتقنا إلى ممارسة حياتنا الطبيعية تلك التي كنا عليها، لعودة الأمان ولقاءات الأقارب والأصدقاء، لأمسيات السمر والرحلات وغيرها، لكننا في المقابل ندرك ثقل المفاجأة التي ذهلت العالم وعطلت مجرى الحياة اليومية حتى صرنا مرغمين على تغيير خيارات التواصل واستحداث شتى الوسائل الإلكترونية الآمنة واللائقة بهذا الظرف الاستثنائي.
هذا ما لم نخطط له يوما، ولم نختره بإرادة وعليه فإنه لا مفر من الصبر والتروي والتعاون مع الجهات الرسمية لنرجع إلى ما كنا عليه من أمان وسلام لأن ثقتنا بالله تعالى كبيرة ونحن مؤمنون برحمة الله الواسعة.