حيث إن المعرفة تؤثر في طريقة تفكير الإنسان والانعكاسات على شخصيته، والثقافة هي التي تصنع الرجال، وحث الإسلام على العلم والتعلم حتى قيام الساعة ويكون طلب العلم مطلبا أساسيا في حياة المسلم والعلم ترفع به الأمم.
إن المعرفة وحدها لا تكفي لكن يجب تطبيق ما يتعلمه الإنسان في حياته والعمل به، ومن الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله والمهارة أن تعرف كيف تفعله والنجاح أن تفعله باستمرار وإصرار، فليس كل عمل يجعل الإنسان ناجحا وارتباط العلم والمعرفة ارتباط قوي وأساسي بالعمل والتطبيق.
ولذلك أي سلبيات في تحصيل المعرفة ستتحول مباشرة إلى سلبيات في العمل ولذلك يقال..
لماذا لا نعمل بما نعلم؟
لذلك سوف أسرد إليكم هذه القصة.. كان هناك حكيم يسكن بجوار قرية وكان أهل القرية دائما يستشيرون هذا الحكيم في جميع شئون الحياة ومجالاتها، ويوجد في هذه القرية شاب يسأل نفسه عن هذا الحكيم الذى لا يخطئ في الإجابة عن أي سؤال من أهل القرية في جميع المجالات، فذهب الشاب إلى الحكيم بعد أن قرر أن يجعل الحكيم يجيب بالخطأ بعد التفكير في حيلة، فذهب إلى الحكيم ومعه عصفور صغير بين يديه، ووضع العصفور خلفه، فسأل الحكيم هل العصفور حي أو ميت؟ ولكن قبل أن يجيب الحكيم عن السؤال وضع حيلته، وإن أجاب الحكيم بأن العصفور حي فيقوم الشاب بخنق العصفور وهو بين أصابعه ويقول للحكيم أنت غلطان والعصفور ميت، وإذا أجاب بأن العصفور ميت أخرج العصفور من وراء ظهره حيا، ولذلك تكون إجابة الحكيم في الحالتين بالخطأ، لكن الحكيم لم يجبه بحي أو ميت إلا بعد تفكير قائلا للشاب بأن (الإجابة بين يديك)، وبالتأكيد فإن الإجابة الصحيحة بين يدي الشاب، لذلك فإن المعرفة والعلم ليسا فقط من أساسيات عوامل النجاح في الحياة، لكن الأهم هو العمل والتطبيق، أنت أيها الإنسان بما وهبه الله لك من قدرات وإمكانيات والعمل تستطيع تغيير حياتك وتستطيع النجاح دون أي شخص آخر، لذلك يقول الله تعالى (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى).
[email protected]