قال طبيب الأسرة والناشط الصحي د. عبدالله الحمام: إنه لا يخفى على أحد الحرص الكبير من الجهات المعنية بالتوجيه للوقاية من فيروس كورونا المستجد، خاصة الفئات الأكثر خطورة، وعلى كبير السن في هذه الأزمة، استشعار المسؤولية، فعندما يكون الأب أو الأم ملتزمين بالإجراءات الاحترازية، فبكل تأكد يلتزم باقي أفراد الأسرة، ومن الواجب عليهم تفويض آخرين لشراء أغراض المنزل، أو باستخدام تطبيقات التوصيل.
ووجه رسالة لكبار السن، قال فيها: «مع صعوبة ذلك، ولكن يجب عدم الذهاب للمسجد خلال هذه الفترة، ولا تنسوا متابعة صحتكم من خلال التواصل مع الطبيب المباشر، أو من خلال تطبيق صحة، أو من خلال الرقم 937 التابع لوزارة الصحة».
وأشار إلى أن اتباع النظام الصحي، كفيل بزيادة المناعة، والمساهمة في الوقاية من هذا الفيروس، والإقلاع عن التدخين، إذ أثبتت الدراسات أن التدخين أحد أسباب ضعف المناعة، ونصح بتجنب مشاركة أدواتك الخاصة مع الآخرين.
وتابع: «علينا في هذه الفترة أخذ الحذر والحيطة، ولكن بلا تهويل أو تهوين، لأن الخوف قد يقلل من المناعة، وهذا ما لا نريده، والأخبار كثيرة عن الفيروس لابد من أن تتحقق من معلومات كل ما يصلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلا تكون قناة لنشر الشائعات، بل احرص على أخذ معلوماتك من المصادر الموثوقة، واحرص على شغل نفسك بما يفيد هذه الفترة مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية».
واختتم: «نحن الآن في مرحلة تعايش مع المرض، لذا واجب علينا الرجوع للبروتوكولات التي قامت بها وزارة الصحة السعودية، وطريقة التعامل مع كل مكان نذهب إليه، كي نحمي أنفسنا ومجتمعنا من انتشار المرض».
الخوف والقلق يفرزان هرمونات تضعف المناعة
أكد الطبيب المقيم بعيادات جامعة الملك فيصل د. محمد الحربي، أن الإجراءات الاحترازية التي ذكرتها وزارة الصحة، كفيلة بالوقاية، والحد من انتشار الفيروس، مضيفًا: «قيل قديمًا إن الوباء عبر الأزمان يمر على الشعوب، فيقتل الخائفين ويمضي».
وأوضح أن العامل النفسي لا يقل أهمية عن العامل الجسدي في مقاومة الفيروس، فالخوف والقلق يؤديان لإفراز هرمونات في الجسم، تؤدي إلى ضعف المناعة والتعب، لذلك كل ما يجب علينا خلال هذه الأزمة، هو الثقة بالله، واتباع الإجراءات الوقائية، والالتزام بأخذ الأدوية بانضباط، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة.
وأشار إلى ضرورة الحياة بنمط صحي، كتقليل تناول السكريات، وممارسة الرياضة، والمشي قدر الإمكان، مطالبًا بتقليل مشاهدة الأخبار التي تتحدث عن الوباء وانتشاره، كي لا تنعكس سلبا علينا، والبقاء إيجابيين.
تيسير وسائل التواصل الاجتماعي لتقليل رغبة الخروج
أبان المستشار الأسري صالح التيسان، بأن للأسرة دورا كبيرا في حماية كبار السن في ظل جائحة «كورونا»، وتذكر تقارير وزارة الصحة وجود نسبة من المصابين من الكبار الذين أصيبوا لأسباب متعددة، منها ضعف المناعة، بسبب الأمراض المزمنة، والتساهل في الأخذ بالاحترازات الوقائية، وتعريض النفس بالتالي للإصابات، وما قد يتبعها من المضاعفات الخطيرة.
وأضاف: إنه على أفراد الأسرة القريبين من كبار السن والمعايشين لهم في المنزل، أن يكونوا معينين لهم على تفهم الوضع الحالي، الذي قد لا يدركون خطره على أنفسهم وعلى مَنْ يعايشهم، ولوحظ أنه بعد توجيه وزارة الشؤون الإسلامية بفتح المساجد وإقامة صلاة الجماعة والجمعة، تسابق المصلون للمساجد، ومنهم الكبار، وقد كان في التوجيه لهم من الوزارة بالصلاة لهم في بيوتهم، لكن الكثير يأبى إلا الحضور.
وأشار إلى أنه على مَنْ يرافقهم للمسجد أن يعينهم على ارتداء الكمامات، وتعقيم الأيدي، وحمل سجادة خاصة، وهذا أحد البرامج اليومية التي ينبغي أن تقدم لكبار السن، وأن يكون منها توفير وتيسير وسائل التواصل الاجتماعي المرئية في منازلهم، لإدخال السرور عليهم، ما يقلل من الرغبة في الخروج للزيارة.
عناية بالأشخاص ذوي الإعاقة.. وتوصيل الأدوية للمنازل
قال المدير التنفيذي لجمعية الأشخاص ذوي الإعاقة بمحافظة الأحساء عبداللطيف الجعفري، إن الجمعية وجّهت عنايتها بفئة كبار السن من الأشخاص ذوي الإعاقة، وألقت اهتمامها الشديد بهم خاصة خلال جائحة «كورونا» التي غزت العالم، وأخذت على عاتقها ضرورة بذل الجهود من أجل حمايتهم، لا سيما أن هذه الفئة من الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وبيّن الجعفري أن الجمعية كرّست مشروع «رفقتي» التابع لها منذ بداية الأزمة، لنقل المرضى من كبار السن إلى مواعيدهم في المستشفيات، إضافةً إلى توفير وإيصال الأجهزة الطبية الضرورية لهم، مشيرًا إلى أن الجمعية بادرت بإيصال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى منازل هذه الفئة بالأخص،حفاظًا على سلامتهم وذويهم من ارتياد المستشفيات.
اختيار الطعام الصحي.. وتجنب السعرات الحرارية الفارغة
حدد أخصائي التغذية ومنسق التثقيف التغذوي والتعليم المستمر بقسم التغذية بمستشفى مدينة العيون بمحافظة الأحساء بدر المسلم، عدة نصائح غذائية لكبار السن، للتمتع بصحة أفضل في ظل جائحة «كورونا»، وهي أهمية تناول الطعام الصحيّ، خاصة مع التقدّم في السن، وذلك لارتباط الشيخوخة بعدة تغيّرات مثل نقص العناصر الغذائيّة، وتدهور الحالة الصحيّة، ويمكن المساعدة في منع هذه التغيرات من خلال تناول الأطعمة الغنيّة بالمواد الغذائيّة، بالإضافة إلى أخذ المكمّلات الملائمة.
وأضاف: للبقاء بصحة جيدة مع التقدم في العمر، يجب على المسن تناول الأطعمة التي تمنح الكثير من العناصر الغذائية دون الإكثار من السعرات الحرارية الإضافية، مثل الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والحليب، والجبن الخالي من الدسم، أو قليل الدسم، أو حليب الصويا، أو الأرز الذي يحتوي على فيتامين د، والكالسيوم، وكذلك المأكولات البحرية، واللحوم الخالية من الدهون، والدواجن، والبيض، والفول، والمكسرات، والبذور، وأهمية تجنب السعرات الحرارية الفارغة. واختتم: «لابد من اختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الكوليسترول والدهون، وتجنب الدهون المشبعة والمتحولة، وشرب ما يكفي من السوائل، تجنبا للجفاف».