العبث الذي يمارسه النظام الإيراني في المنطقة عن طريق أذرعه الإرهابية والميليشيات التي تستمر في ارتكاب الاعتداءات والتجاوزات، وأبشع صور الجرائم الإنسانية بغية بث الفوضى والدمار، وزعزعة استقرار المنطقة تنفيذًا لأوامر النظام الإيراني، والذي يهدف من وراء هذه التصرفات والسلوك الإجرامي لأن يمضي في أجندته الخبيثة في المنطقة، وفي المقابل يسعى دومًا هذا النظام لانتهاج نفس الأساليب؛ لكي يلتف حول حقيقة أن مخططاته التي تُحاك في الظلام باتت مكشوفة في وضح النهار أمام المجتمع الدولي، ولم تنجح محاولاته اليائسة وسياساته القائمة على المراوغة والتدليس والكذب وإخفاء الحقائق في صرف الأنظار عن حقيقة هذا النظام الذي يثبت مع مرور الزمن أنه فاقد لكل أهليّته لأن يكون جزءًا طبيعيًا من المنطقة والعالم، ولعل في تبنّي مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمشروع القرار المقدّم من الدول الأوروبية الثلاث الذي يدعو إيران إلى التعاون الكامل والفوري مع الوكالة، بما في ذلك السماح للوكالة بالدخول للمواقع المحددة.
وهو ما رحّبت به المملكة بحسب ما جاء في تصريح صحفي لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية النمسا ومحافظ المملكة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي قال فيه: "ترحّب المملكة العربية السعودية بتبنّي مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) مشروع القرار المقدّم من الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) الذي يدعو إيران إلى التعاون الكامل والفوري مع الوكالة، بما في ذلك السماح للوكالة بالدخول للمواقع المحددة، وتثمّن المملكة، في هذا الصدد، الجهود المهنية والشفّافة التي تضطلع بها الوكالة ومديرها العام، وأن المملكة العربية السعودية تدعم هذا القرار؛ لما يمثله من خطوة مهمة وجادة في جهود التصدي لتجاوزات إيران وخروقاتها للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي، الذي يأتي اتساقًا مع مطالباتها المتكررة للمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه عدم تمكين إيران من تطوير التقنية النووية لأغراض غير سلمية؛ حفظًا للأمن والسلم الدوليَّين.
إن ما ورد آنفًا والذي يأتي متوازيًا في مضمون مواقف الإدارة الأمريكية من النظام الإيراني يصوّر لنا المشهد الراهن، والذي يؤكد أن المجتمع الدولي بدأ يضيق ذرعًا من ممارسات النظام الإيراني ونواياه الخبيثة ويلتفت بشكل جاد لاتخاذ الخطوات في سبيل حفظ السلام الدولي من تهديدات هذا النظام الراعي لكافة أوجه الإرهاب.
[email protected]