[email protected]
لا شك في أن بلادنا تمر اليوم بما يمكن وصفه بـ «معركة الوعي» إن صح الوصف، وخوضها أسفر بوضوح عن ارتفاع المتعافين من فيروس كورونا المستجد وتقليص أعداد الإصابات إلى مستويات دنيا تتضح تباعا من خلال الإحصاءات الدقيقة اليومية الصادرة عن الجهات الصحية المعنية، وتلك المعركة تبين التزام المواطنين بالإرشادات والتعليمات والنصائح الداعية إلى التباعد الجسدي والحرص على النظافة العامة واستخدام الكمامات والقفازات ومواد التعقيم في محاولة ثبت نجاحها لاحتواء الفيروس والتمهيد لحصاره وتضييق الخناق عليه والتمهيد في ذات الوقت لإعلان خلو المملكة منه نهائيا بعون الله وتوفيقه وإرادته، وتلك المعركة تقتضي بالفعل الالتزام المطلق بما يصدر عن الجهات الصحية من إرشادات سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى نجاح المعركة الدائرة بين المواطنين وتلك الجائحة ومن أهم علاماتها الظاهرة انتشار الوعي بهذه الكثافة في كل جزء من أجزاء الوطن.
معركة الوعي هذه لا بد من استمراريتها على نطاق واسع ونشرها بين صفوف مجتمعنا السعودي الآمن كطريقة مثلى، وقد تكون الوحيدة لخفض الإصابات إلى أقل مستوياتها ورفع حالات التعافي، وقد ظهرت بوادر نجاح تلك المعركة منذ ظهور الوباء داخل المملكة وما زالت مستمرة كأسلوب عملي وناجع للخلاص من الوباء، فالوعي هو الوسيلة المأمونة للوصول إلى المرحلة المنشودة المتمحورة في التخلص من الفيروس الذي ما زالت دول العالم بأسرها تعاني منه الأمرين، وفي ظل غياب اللقاح المأمون أو الأدوية المأمونة لمعالجة استئصال الداء فإن الأسلوب المتبقي والآمن هو نشر الوعي بين صفوف المجتمعات البشرية للحد من انتشار الفيروس، وقد نجحت المملكة بحمد الله في خوض تلك المعركة وتحقيق انتصارات ساحقة في ميادينها.