DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

الانسحاب الأمريكي من العراق يفسح المجال لسياسات إيران التخريبية

طهران تريد جعل أراضي جارتها موقعا لإنتاج وتخزين وإطلاق الصواريخ

الانسحاب الأمريكي من العراق يفسح المجال لسياسات إيران التخريبية
الانسحاب الأمريكي من العراق يفسح المجال لسياسات إيران التخريبية
جنرال أمريكي يصافح نظيره العراقي خلال تسليم مطار القيارة للقوات العراقية في مارس الماضي (رويترز)
الانسحاب الأمريكي من العراق يفسح المجال لسياسات إيران التخريبية
جنرال أمريكي يصافح نظيره العراقي خلال تسليم مطار القيارة للقوات العراقية في مارس الماضي (رويترز)
أكدت مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية إن الضغط السياسي على العراق قد يرتد بنتائج عكسية على الولايات المتحدة.
وبحسب مقال لـ «إيلداد شافيت» و«آري هيستين»، فإن فتح حوار إستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق، وهو الأول منذ أكثر من عقد، يوفر فرصة لإعادة تقييم خيارات أمريكا في العراق من خلال النظر فيما يمكن للوجود الأمريكي أن يحققه بشكل واقعي إذا استمر، وكذلك النتائج المحتملة لانسحاب كامل إذا لم يحدث ذلك.
خطأ فظيع
وتابع الكاتبان: وصف الرئيس دونالد ترامب عبر تويتر الحرب في العراق بأنها خطأ فظيع، وأعلن أن الحروب التي لا نهاية لها يجب أن تنتهي. لكن مثل سلفه، يجد أن النهج الأكثر عزلة يجد صدى جيدا لدى الجمهور الأمريكي على الرغم من صعوبة تحقيقه للغاية في الممارسة العملية.
وأشار الكاتبان إلى أن الانسحاب من الرمال المتحركة في الشرق الأوسط وخفض التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة أكثر تعقيدًا مما توقعه ترامب بسبب معارضة مثل هذه الخطوات على المستويات المهنية للحكومة الأمريكية، وتعارض ذلك مع بعض الأهداف الأخرى المعلنة للرئيس، بما في ذلك منع عودة ظهور تنظيم داعش والحفاظ على أقصى ضغط على إيران.
ونوها بأن الرغبة في إنهاء الوجود الأمريكي في العراق والانسحاب من الشرق الأوسط على نطاق واسع تعود إلى الأثمان الباهظة للحروب الأمريكية هناك من حيث الدم والمال.
ولفتا إلى أنه لا يمكن إنكار أن الغزو الأمريكي المكلف للعراق لم يستنزف الموارد فحسب، بل أطلق العنان لإيران بطريقة أتاحت الفرصة لطهران لتوسيع نفوذها وتوريط واشنطن في حملة ضد التمرد الفوضوي.
نتائج الاحتلال
وحذرا من أن الإحباط من نتائج الاحتلال الأمريكي للعراق في ظل الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما ليس سببا كافيا لتجاهل حقيقة أن الحفاظ على الوجود هناك الآن أقل تكلفة بكثير مما كان عليه خلال فترة 2003-2011.
وأضافا: كان عدد الأمريكيين الذين قتلوا في العراق العام الماضي (8) أقل من 1 % من عدد الجنود الذين قتلوا في 2004-2007 (800)، في حين أن النفقات الأمريكية للحفاظ على وجودها الحالي في العراق ليست إلا جزءا صغيرا من المصاريف السنوية التي تكبدتها من قبل.
وتابعا: إذا كان هدف البيت الأبيض هو إجبار العراق على الاختيار بين واشنطن وطهران، فمن المحتمل أن يشعر بخيبة أمل من نتائج مثل هذه المناورة. من المفترض أن تكون بغداد على دراية بتراجع اهتمام أمريكا بالشرق الأوسط والطبيعة المتقلبة للسياسة الخارجية الأمريكية حتى وقت متأخر مما دفع كل رئيس أمريكي متعاقب إلى التراجع عن العديد من أعمال سلفه.
مصالح إيران
وأردفا بالقول: من ناحية أخرى، إيران لديها مصلحة دائمة في العراق بسبب القرب الجغرافي منه وكذلك الانتماءات الدينية. كما انخرطت إيران في النسيج السياسي والأمني والاقتصادي للعراق، معتبرة أن العراق يشكل العمق الإستراتيجي لإيران، كجسر وعازل. وبالتالي لن تخسر طهران موقعها الراسخ هناك بدون قتال.
وأوضحا أنه يجب على الولايات المتحدة ألا تفهم هذا على أنه يعني أن العراق قد ضاع بشكل صريح لصالح إيران، بل إنه حتى اليوم منطقة منافسة على النفوذ وسيبقى كذلك، طالما لم تنسحب الولايات المتحدة.
وتابعا: من خلال الاستمرار في العمل مع العراق، توفر الولايات المتحدة للسياسيين في بغداد الفرصة لموازنة اختراق إيران وتجنب أن يصبحوا مدينين تمامًا لطهران.
وأضافا: يجب على واشنطن الاستفادة من قيمتها كشريك لضمان عدة أهداف محددة بوضوح. من المحتمل أن يدرك صانعو القرار في بغداد أنه إذا لم تستفد الولايات المتحدة من استمرار وجودها، فقد تميل إلى الانسحاب، مما سيخلق فراغًا أمنيا ستسرع إيران في استغلاله.
تخزين الصواريخ
ونبها إلى أن هذا الاستغلال قد يكون عبر استخدام العراق كموقع لإنتاج وتخزين وإطلاق الضربات الصاروخية الدقيقة، التي يمكن إنكارها بشكل معقول، ضد القوات الأمريكية والحلفاء في المنطقة. وكذلك في التأثير على سياسة النفط العراقية لممارسة سيطرة أكبر على سوق الطاقة العالمية، إضافة لاستخدام العراق كمكان بسبب خرق العقوبات، الأمر الذي سيترك العراق في نهاية المطاف معزولاً اقتصادياً.
ومضيا بالقول: على افتراض أن القادة العراقيين على استعداد للتعاون مع واشنطن من أجل تجنب الأهداف الإيرانية للعراق، يجب على الولايات المتحدة أن تسعى لكبح جماح أخطر سلوكيات إيران هناك، على أساس أن هناك قيودًا على ما يمكن أن تطالب به الحكومة العراقية.
وأردفا: يجب أن يكون ضمان سلامة القوات الأمريكية والأفراد الدبلوماسيين المتمركزين في العراق الأولوية الأولى. أما الهدف الثاني، فيجب أن يكون قمع الأنشطة المتعلقة ببرنامج الذخائر الموجهة بدقة الذي يجري على الأراضي العراقية.
اندماج أكبر
وأضافا: الهدف الثالث يجب أن يكون سعي أمريكا إلى تعزيز اندماج أكبر للعراق في الاقتصاد العالمي من أجل تقليل اعتماده على إيران. أما الهدف الرابع فهو إجراء نقاش جاد بين بغداد وواشنطن حول كيفية منع العراق من أن يصبح ساحة معركة تتصاعد فيها التوترات الأمريكية-الإيرانية.
وتابعا: قد يوفر مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس فرصة لتعاون أمريكي عراقي أوثق إلى حد ما، لأنه يبدو من غير المحتمل أن يؤدي بديل سليماني إلى تطوير مستوى مماثل من الإلمام والسيطرة على الساحة السياسية والأمنية العراقية. وقد تضاعفت هذه الفرصة منذ ذلك الحين بتعيين مصطفى الكاظمي الذي ينظر إليه على أنه قريب من الولايات المتحدة لمنصب رئيس وزراء العراق.
ولفتا إلى أن الإحباط الأمريكي من الوضع في العراق أمر مفهوم، لكن نهج «كل شيء أو لا شيء» سيكون له تكاليف كبيرة لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين وشعب العراق.