وقال أوزكيراز في مقابلة مع موقع ديكن الإخباري إنه في سباق رئاسي بين المرشحين، سيحصل إمام أوغلو على أصوات أكثر بنسبة 6.5 % من أردوغان.
أصبح إمام أوغلو عمدة أكبر مدينة في تركيا بعد انتصاره الساحق في الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد في سنة 2019، حيث وجه ضربة قوية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي سبق له أن حقق انتصارات في المدينة لمدة 25 سنة.
كما قال أوزكيراز إن رئيس بلدية أنقرة، منصور يافاش، حقق نتائج كانت متقاربة مع الرئيس التركي في الاستطلاع، حيث تفوق عليه أردوغان بنسبة 0.2 % فقط.
ومنذ توليه منصب عمدة العاصمة التركية، تعهد يافاش بالتخلص من تبذير حزب العدالة والتنمية وبرز بجهوده الأخيرة لمساعدة الأسر ذات الدخل المنخفض خلال جائحة فيروس كورونا المستجد التي ضربت البلاد.
انتقادات واسعة
وقال أوزكيراز إن غالبية الناخبين، الذين لم يقرروا لمَنْ سيصوتون ينتمون إلى حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، لكن أكثر من 90% من ناخبيهم قالوا إنهم سيصوتون للمرشح المعارض لأردوغان.
ستُجرى الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة في سنة 2023. لكن رد أردوغان وحزب العدالة والتنمية على تفشي الفيروس المستجد أثار انتقادات واسعة أججت الغضب المندلع بسبب الأوضاع الاقتصادية ومستقبلها، مما جعل البعض يتوقّعون أن تُجرى الانتخابات قد قبل موعدها المقرر.
وسبق أن أعلنت جنان قفطانجي أوغلو، قيادية في حزب الشعب الجمهوري المعارض، أن الحزب وضع أنظاره على حكم تركيا بعد نجاحه في الانتخابات المحلية التي أجريت العام الماضي.
إسطنبول للناس
وقالت قفطانجي أوغلو في مقابلة مع صحيفة جمهورييت: «نحن مستعدون للعمل بجدية أكبر، هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. إسطنبول تعود للناس مرة أخرى، ولكن هناك المزيد».
وقالت «نريد تحقيق حلم تركيا الديمقراطية، حيث لا يوجد لدى مواطنينا مخاوف اقتصادية أو اجتماعية».
وفي الشهر الماضي أيضا، أكد مركز أوراسيا أن عمدة إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو سوف يهزم الرئيس التركي الحالي أردوغان بهامش مريح إلى حدّ ما إذا تمّ عقد تنافس رئاسي بينهما في الظروف الراهنة.
وسبق لمحرم إينجه العضو كذلك في حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المُعارضة في البلاد، أن شكّل مُنافساً قويّاً لأردوغان في الانتخابات الرئاسية يونيو 2018، حاصداً الملايين من أصوات الأتراك.
ويُعتبر إمام أوغلو البالغ من العمر خمسين عاماً، النجم الصاعد على المسرح السياسي التركي في نظر المراقبين والمحللين السياسيين، والقادر على منافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
هزائم متوالية
وقال دايفيد ليبسكا، الكاتب في «أحوال تركية» إن سطوع نجم الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان كسياسي كان في مدينة إسطنبول، وقت أن كان عمدة للمدينة في تسعينيات القرن الماضي. والآن، في أعقاب الهزائم التي مُني بها حزبه الحاكم العام الماضي، «قد يُثبت عمدة المدينة الجديد أن نجم أردوغان السياسي قد أفل».
وقالت إلميرا بايراسلي -المؤسس المشترك لمنظمة (فورين بوليسي إنترَّبتد) المناصرة لمشاركة المرأة بصورة أكبر في وسائل الإعلام، والمُحاضِرة في كلية بارْد في جامعة مدينة نيويورك- إن الشعب التركي يزداد غضباً من نمط الرجل القوي هذا، الذي يتعامل بنظرة فوقية. أضافت إن تدشين حزبين جديدين على يد السياسيين المنحدرين من حزب العدالة التنمية -أحمد داوود أوغلو وعلي باباجان- يسلط الضوء على تراجع مستويات التأييد، الذي يحظى به أردوغان.
وأردفت قائلة لموقع أحوال: «لم نر بعد ما إذا كان هذا سيجعل أردوغان يعيد التفكير في أسلوب قيادته وحُكمه. هذان الحزبان الجديدان سينالان بالتأكيد من مستويات التأييد التقليدية التي اعتاد أردوغان الاعتماد عليها».
وظهور أحزاب جديدة انشقت عن الحزب الحاكم ستكون في صالح أكرم إمام أوغلو منافس أردوغان على الرئاسة في الانتخابات المقبلة.
جذب الأصوات
وذكرت صحيفة حرييت التركية، أن حزب العدالة والتنمية وضع خطة لوسائل التواصل الاجتماعي لجذب أصوات 7 ملايين شاب مؤهل للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقرر إجراؤها عام 2023.
قدم نائب رئيس حزب العدالة والتنمية ماهر أونال تقرير وسائل الإعلام الرقمية المؤلف من 92 صفحة في اجتماع للمجلس التنفيذي المركزي للحزب، برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وذكر التقرير أنه في عام 2023 سيتمكن حوالي 7 ملايين شاب تتراوح أعمارهم بين 16 و23 عامًا من التصويت في تركيا، وأنه يجب بذل المزيد من الجهد للوصول إليهم عبر الإنترنت، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وإنستجرام، منذ أن قلّ احتمال استهلاكهم للمحتوى على وسائط أكثر تقليدية، مثل التليفزيون.
وأشار التقرير إلى فيلم وثائقي حديث عن كامبريدج أناليستيكا، الذي تم اتهامه بجمع البيانات الشخصية بطريقة غير مشروعة من خلال فيسبوك للتأثير على التصويت في الانتخابات -حيث يُظهر أنه يمكن التلاعب بسلوك التصويت عبر الإنترنت. وقال التقرير إن زيادة الوعي بين أعضاء هذا الجيل أمر ضروري لتجنب تعرضهم للتضليل والمواد الضارة، التي تتم مشاركتها عبر الإنترنت.
وحاول إعلان انتخابي جديد عبر الإنترنت ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي التركية إقناع الشباب بالتصويت وقدم لهم سيناريوهات الكابوس، التي ستنتج إذا هزم حزب العدالة والتنمية - بما في ذلك نتائج مثل الاحتجاجات العنيفة ونقص البنزين.