والمثال السابع أن يشاهد الطفل والده أو والدته تصلي وتصوم برمضان وإذا انتهى شهر رمضان فلا يحرصون على الصلاة والصيام فهذه أيضا تربية على النفاق، والمثال الثامن يحدث مع الطفل الصغير إذا شتم أمام أهله فإنهم يضحكون له وإذا شتم الضيف أو الزائر يغضبون عليه، ويقولون له عيب وهذه قلة أدب فيعيش في تناقض سلوكي لا يفهمه وهذه أيضا تربية على النفاق، والمثال التاسع يحصل مع الأمهات كثيرا، فالأم تساعد ابنها أو ابنتها بأن تكتب عنهما الواجب المدرسي وتقول لهما إذا سألك المعلم فقل له إنك أنت الذي عملت الواجب فهذه تربية على النفاق، والمثال العاشر أن يسافر الوالدان ويتغيب الطفل عن المدرسة ثم يحضران تقريرا طبيا يفيد بأن الابن مريض، بينما الحقيقة هو كان مسافرا سفرة ترفيه وسياحة فهذه تربية على النفاق، والمثال الحادي عشر كأن نغرس بالطفل احترام الوالدين وبرهم وطاعتهم ثم يرى الأم أو الأب عندما يتحدث مع والديه لا يحترمهما أو أنه يتكلم عنهما من ورائهما أو يختصر مكالماتهما وينتقد تصرفاتهما.
فهذه بعض الأمثلة التي جمعتها والأمثلة كثيرة في التربية المتناقضة، فالطفل يرتبك وتختلط مفاهيمه عندما يرانا نأمر بشيء أو نتصرف بشيء وننصحه بشيء آخر، ومختصر هذا كله (القدوة الحسنة) فلو ركز الوالدان على (القدوة الحسنة) فإنهما يضمنان عدم تربية ابنهما على النفاق والتناقض، فلا بد أن نكون صادقين مع أبنائنا ونكون أوفياء إذا وعدناهم ونحترم كلامنا وقراراتنا، وإذا أخطأنا نعتذر حتى يعرف أبناؤنا أن هذا خطأ طارئ وليس سلوكا دائما في شخصيتنا، فعلامات المنافق وضحها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وقال (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان)، وهناك الكثير من صفات المنافقين علينا تعريف أبنائنا بها حتى يتجنبوها ويكونوا من الصادقين.
@drjasem