DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

اللقاءات الثقافية الافتراضية لا تعوض النشاط المباشر

مشيرين إلى أن المشاعر السلبية تؤثر على الشغف والإبداع.. مثقفون:

اللقاءات الثقافية الافتراضية لا تعوض النشاط المباشر
يؤكد عدد من المثقفين أن النشاط الثقافي هو الحصن الهادئ لأي شخص يعنى بالثقافة، إذ يلتقي المبدع بأصدقائه في الأمسيات والأنشطة الثقافية، ويتبادل معهم الأفكار والآراء، وهو ما يفتقدونه الآن في ظل جائحة كورونا التي جعلت كل الأنشطة الثقافية تدور افتراضيا عن بعد، وهو أمر لم يعهده المثقفون، ومع ذلك فقد استغلوه بشكل كبير ليكون بديلا للأنشطة الثقافية المباشرة، في ظل إجراءات التباعد الاجتماعي التي تحول دون عقد هذه الأنشطة.
تجربة جديدة
يقول الكاتب والمخرج المسرحي سلطان النوة: الشعور بالطبع مختلف وتجربة جديدة على أغلبنا، فحدود الحرية والتحرك اختلفت، وكذلك البرامج وطريقة تقديمها تغيرت من الوضع السابق إلى الحالي، ولكن وعلى كل الأحوال فإن هذه التجربة فرضت علينا تقديم أعمالنا وإنجازاتنا وبرامجنا عبر برامج التواصل الاجتماعي، التي كانت المنصة البديلة للقاء الجمهور من خلال البث المباشر والتواصل معهم، وهي نافذة جديدة وحديثة لم يتم استغلالها كما يجب قبل جائحة كورونا، واليوم أصبحت واقعا مهما علينا التعايش معه واستخدامه واستغلاله، وكوني مسؤولا عن العلاقات العامة والإعلام بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء، أؤكد أننا استطعنا تقديم أكثر من ٤٠ برنامجا ثقافيا وفنيا خلال الفترة الماضية، شملت مجموعة من المحاضرات والندوات والدورات واللقاءات، وما زال لدينا المزيد خلال الفترة المقبلة.
الحنين للأشياء
ويقول الشاعر والروائي محمد خضر: ما زلنا نلتقي كل لحظة بأشخاص يشبهوننا تماما، ‏يغلقون الأبواب ويلتقطون من النوافذ صورا ‏للشوارع الخالية، يشاهدون بعضهم البعض طوال الوقت على شاشة التليفزيون، يصدقون الشائعات في الصباح، ويعرفون شيئا عن أهمية القفازات، وعن ألغاز العدد 20 في المساء، هذا العالم القرية أضيق مما كنا نظن، تحن إلى الأشياء التي كانت تنتظرك كل يوم في الخارج، ‏والناس الذين يشبهون عباد الشمس، والأغنيات التي تمر سريعا في الطرقات، ذكريات النادل عن المستقبل، البريد المستعجل الذي نفتحه بلهفة وبدون قفازات، وعبارة أين ستقضي إجازتك؟ ‏والأشياء التي انتظرت كثيرا على أمل لقاء قريب.
واقع البشر
ويضيف القاص والكاتب خالد الخضري: لا أظنني قد شعرت بالخوف من جائحة كورونا، صحيح هناك قلق وترقب، وهذا أمر طبيعي، لكنه واقع البشر في كل مكان.
وبلا شك أن جهود المملكة، وما قامت به من خطوات احترازية أثبتت أنها أكثر احترافية لمواجهة الجائحة من كثير من دول العالم، وكذلك حرصها على المواطن والمقيم، وحرصها على الحفاظ على الاقتصاد الوطني، إذن المملكة كانت متوازنة جدا في تعاطيها مع الجائحة بشهادة منظمات دولية ودول متقدمة، واليوم هناك بصيص أمل بوجود لقاح لهذا الوباء، وبلا شك فإن البشرية قد واجهت عبر تاريخها الكثير من الكوارث والأوبئة المشابهة أو الأكثر فتكا، أما على مستوى الكتاب والقراءة، فلا شك أن العزل ومنع التجول كان فرصة للكثير من المهتمين بالكتاب والقراءة للتواصل بشكل أكبر واستغلال أوقاتهم لتنفيذ مشاريع قرائية عديدة.
ينقصه معناه
وتضيف الإعلامية والكاتبة لينة عادل: كورونا هو ذلك الفيروس الفتاك الذي دمر الحياة بجميع جوانبها، حيث لم تصبح الحياة كما كنا نألفها من قبل، تغير كل شيء أو بمعنى أدق توقف كل شيء، فقد تم إيقاف جميع الأنشطة والفعاليات، التي تحتوي على تجمعات بشرية، وأصبح كل شيء ينقصه معناه.
والنشاط الثقافي هو الحصن الهادئ لأي شخص يعنى بالثقافة، إذ يلتقي بمجموعة من الأصدقاء في إحدى الأمسيات الثقافية، ويتبادل الأفكار والآراء، ويتناقش فيها بما يجعله يشعر بالسعادة لممارسته إحدى هواياته التي تصقل عقله بقدر كبير من المعرفة وبشكل تواصلي ممتع، ولكنه لم يكن يعلم أن كورونا ستقضي على هذه السعادة، وستجعله يجلس وحيدا في منزله لا يستطيع الخروج منه، بل وستصيبه بكم هائل من المشاعر السلبية مثل الإحباط والتشاؤم والخوف، تلك المشاعر التي تقضي على «الشغف»، فقد يتوقف الكاتب عن الكتابة كنتيجة طبيعية لتلك المشاعر، الأمر الذي يؤدي إلى أن تخسر الثقافة عددا كبيرا من الكتَّاب الموهوبين.
وأضافت: لكن من الممكن أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى، فنحن في عصر الإنترنت، الذي يسمح بقدر كبير من التواصل، سواء من خلال المحادثات الكتابية أو المرئية، ونرى بالفعل بعض اللقاءات التي تجمع عددا من الكتَّاب والمثقفين عبر المواقع الإلكترونية المختلفة، ولكن لا شيء يضاهي متعة اللقاء المباشر مع الأشخاص وإدراك إحساسهم.
بذل الأسباب
فيما يقول الشاعر والأديب عبداللطيف الوحيمد: بعد مرور شهر من العزل المنزلي استطعت، بفضل الله وتوفيقه، إنجاز أعمال أدبية شعرا ونثرا، وإتمام قراءة مجموعة كتب ومطبوعات صحفية، والاستفادة من وقت فراغي في إنجاز أعمال منزلية، ولست متخوفا من المستقبل لثقتي بأني محفوظ بعين الله، وليس علي سوى بذل الأسباب والتوكل عليه جل في علاه، ولن يصيبني بعد ذلك إلا ما كتبه لي، ولكني أخشى بعد انتهاء كورونا أن تظهر أمراض نفسية لدى بعض الناس، الذين زرع الإعلام في نفوسهم الهلع والخوف والقلق والأوهام والوساوس الصحية، ولا يستبعد أن يصابوا بالوسواس القهري والمبالغة في النظافة والحرص والحذر والخوف من عودة الفيروس، وتوهم الإصابة به في أي لحظة نتيجة أي سلوك، فهذا في حد ذاته مرض أعاذنا الله منه.