وأشار التقرير إلى أن الرئيس الفنزويلي استطاع قمع المعارضة عبر قرارات من المحكمة العليا الفنزويلية.
وتابع: أصدرت المحكمة قرارًا بتعليق عمل قيادة حزب المعارضة الرئيسي «بريميرو جوستيسيا»، وقضت بتولي نائب برلماني موالٍ للحكومة المسؤولية. كما حدث نفس الشيء لثاني أكبر حزب معارض وهو حزب «أكسيون ديموكراتيكا». واستند القراران إلى شكاوى من أعضاء الحزب المطرودين.
وأضاف التقرير: قبل أسبوع، عيّنت أعلى محكمة في البلاد الأعضاء الجدد في المجلس الانتخابي، وهو هيئة مؤلفة من 5 مسؤولين مكلفين بتنظيم الانتخابات. ومن بين القضاة الجدد، عمل قاضيان سابقًا كقاضيين في المحكمة العليا نفسها، وواحد منهما نائب اشتراكي سابق يخضع لعقوبات أمريكية منذ 2017.
وتابع: اتخذت المحكمة، التي كانت تدعم الرئيس تقليديًا، القرار على الرغم من أن الدستور الفنزويلي ينص على أن الجمعية الوطنية، التي تسيطر عليها المعارضة، يجب أن تنتخب أعضاء المجلس الانتخابي. كان الحكم جزءًا من نمط رفضت فيه المحكمة العليا الاعتراف بشرعية المجلس.
وبحسب تقرير «سي إن إن»، تشير القرارات السريعة التي أصدرتها المحكمة العليا إلى أن التوازن يميل في فنزويلا أكثر من أي وقت لصالح مادورو، الذي بات يشعر بالثقة الكافية لتوطيد حكمه في حين تم إسكات المعارضة بشكل فعّال بسبب الفيروس.
وأردف: سمح الوباء أيضًا لمادورو بتأكيد نفسه باعتباره الشخص المسؤول عن مكافحة الوباء، حيث أصدر قرارًا بمنع التجول، وتلقى مساعدة طبية من الصين، وبدأ في الظهور على شاشة التليفزيون كي يوضح الإجراءات ويعلن عن حالات وفاة جديدة كل يوم تقريبًا.
وتابع التقرير: مع فرض إغلاق لمنع انتشار الفيروس، لم يعد بإمكان المعارضة تنظيم احتجاجات في الشوارع أو حتى التجمع في الجمعية الوطنية.
ونقل عن جيف رامزي، الخبير الفنزويلي بمركز واشنطن لأمريكا اللاتينية، قوله: من الواضح أن مادورو استفاد من الوباء، حيث إذا كان قد بدا في أي وقت من العامين الماضيين ضعيفًا، فهو يعوض ذلك الآن.
وأردف التقرير: حتى الآن، سجلت فنزويلا أقل من 3500 حالة إصابة بالفيروس و28 حالة وفاة فقط، على الرغم من أن الخبراء يشكون في موثوقية هذه الأرقام لأن النظام الصحي في البلاد في حالة من الفوضى ولديه قدرة محدودة على إجراء اختبارات كورونا.
ونقل عن لويزا أورتيجا دياز، النائب العام السابق التي تحولت إلى عدو لمادورو، قولها إنها لا تصدق قصة النجاح التي رسمتها الحكومة، على الرغم من اعترافها بأن مادورو كان قادرًا على استخدام الوباء لتعزيز حكمه.
وأشار التقرير إلى أنه رغم إدانة المجتمع الدولي لما تم بحق المعارضة مؤخرًا، يبدو أنه ليس هناك الكثير مما يمكن أن يفعله لإحداث تغيير في فنزويلا في الوقت الحالي.
وتابع: يخضع مادورو وبعض أقرب أصدقائه لعقوبات أمريكية مباشرة منذ عام 2017، وتعرضت البلاد لحظر نفطي في عام 2019. كما نجا من عدة محاولات للإطاحة به، وكثير من المفاوضات التي تهدف إلى التوسط في حل سلمي. وعلى الرغم من كل هذا، لا يزال صامدًا.
وأردف: علاوة على ذلك، أصبحت أمريكا اللاتينية البقعة الساخنة للوباء ومعظم حكوماتها مشغولة بمكافحة الفيروس أكثر من إيجاد حل للمأزق السياسي في فنزويلا.
ونقل عن مارغاريتا لوبيز مايا، المؤرخة الفنزويلية في الجامعة المركزية في كاراكاس، قولها: كان الوباء بمثابة الفرصة المثالية لمادورو. إن قراره بتكليف الجيش بالاستجابة للفيروس عزز سيطرته الاجتماعية. منذ انتشاره في مارس فرض الجيش إجراءات تباعد اجتماعي صارمة في جميع أنحاء البلاد، بينما كان الجنود مؤخرًا يديرون محطات وقود لتوزيع الوقود.