القرارات التي تشهدها ساحتنا الثقافية يوما بعد يوم، وآخرها إدراج المهن الثقافية ونظام المكتبات والتقرير الثقافي وغيرها دلالة على مستقبل أكثر إشراقا بإذن الله تنعم فيه الأجيال القادمة بكل ما يواكب العالم، ذكرتني وأعادتني هذه المشاريع ببعض الأحداث التي واجهت جيلنا عندما تنحسر أعداد زوار نشاطاتنا وتقتصر في الغالب على المشاركين، أو تصلب بعض المسئولين في اتخاذ قرارات تضعف من تأثير العمل الثقافي، أستعيد قصة (محمد المنيف وعبدالعزيز الحماد وعبدالرحمن السليمان) عندما كتبنا عن أهمية إنشاء جهة مختصة بالفن التشكيلي كرابطة أو جمعية أو اتحاد يجمع الفنانين التشكيليين، ويلملم شتات أنشطتهم فما كان من أحد مسئولي الثقافة والفنون إلا الرفع باسم مسئول أكبر منه ويشتكينا على أننا نكتب وننشر وننتقد،... (الخ) ما حدا بالجهة أن تسائلنا وتلفت نظرنا، وتعاقبنا بدفع غرامة مالية نظير ما كتبناه، والواقع أن ما كُتب ليس له علاقة بالتساؤلات وكانت فقط للحد من مطالباتنا المستمرة بقيام جهة مختصة بالفن التشكيلي، وتلك المطالبة لم تكن حينها جديدة فقد كتبت حولها منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكتب حولها محمد السليم وآخرون، ثم قامت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية عام 2007 بمبادرة وزارة الثقافة والإعلام وجهود الدكتور عبدالعزيز السبيل لكن الأمنيات والطموحات لم تتحقق، وكما نرى وضعها حاليا والجمعيات الأخرى المماثلة التي ظهرت في نفس الفترة، ليبقى الأمل والشعاع الذي يطلقه كبار المسئولين بين فترة وأخرى. يجددون الفرح في أنفس المثقفين عامة وبكل اهتماماتهم في مجالات الفنون والآداب والتراث وغيرها. فتحية اعتزاز وتقدير لسمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وتحية إلى رجاله المخلصين على كل المبادرات التي ستنهض بثقافتنا وتؤكد حضورها وتأثيرها وقدرتها على الانفتاح والمعاصرة.
[email protected]