وأضاف د. الشريف إن القرار يدل كذلك على حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين -أيدها الله-، وجهودها الدائمة في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين من الحجاج والزوار والمعتمرين، بما يتوافق مع واقع الحال العالمي، وأداء مناسك الحج في أمن صحي وسلام روحي.
وحمد الله على قدرة المملكة العظيمة في إقامة شعيرة الحج مع وجود هذا الوباء العالمي، موضحًا أن الحج توقف عبر التاريخ، وتعرض الحجاج عبر العصور التاريخية إلى كثير من الكوارث والأوبئة.
وتابع إنها لمسؤولية كبرى تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- للموازنة بين الأمور، مسترشدة بالمعلوم والمؤيد من أحكام الشريعة أن دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح، وأن لا ضرر ولا ضرار.
وأكد رئيس قسم الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز، د. محمد الغامدي أن حفظ النفس وصيانتها من مقاصد الشريعة الإسلامية، وحفاظًا على النفس، أبيح للمسلم أن يتخلف عن صلاة الجماعة إذا خاف على نفسه المرض، وبناءً على ذلك فإنّ لولي الأمر أن يمنع من إقامة الجماعة خوفًا من حدوث المرض، مبينًا أن من القواعد الكبرى في الشريعة، قاعدة «الضرر يزال»، و«المشقة تجلب التيسير»، و«درء المفاسد أولى من جلب المصالح»، وهذه المقاصد والقواعد الشرعية تؤيد الإجراءات التي اتخذتها الدولة من منع لإقامة الجماعات والجمع، وقصر الحج لهذا العام على المقيمين بالداخل حفاظا على الأنفس، وإزالة للضرر، ودرءاً للمفسدة، ودفعا للمشقة وجلبا للتيسير.
من ناحيته، بين رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة طيبة د. محمد التركي، عظمة ركن الحج، كونه من أركان الإسلام، وأفضل الأعمال والقربات عند الله، مؤكدًا أن المملكة تولي الاهتمام الأكبر بالحج وسلامة الحجيج، فأنشأت لهم كل ما يساعد ويسهل أداء هذا الركن، والتشرف بخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين.
وأشار إلى أن خطورة فيروس «كورونا»، تكمن في تفشي العدوى، وانتقاله السريع في التجمعات والحشود، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية، قررت حكومة المملكة -أعزها الله-، قصر حج هذا العام على أعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج من مواطنين ومقيمين بمختلف الجنسيات داخل المملكة.