لعل القرار السليم الذي أصدرته، وتوصلت إليه الحكومة باقتصار الحج على عدد لا يتجاوز «العشرة آلاف حاج» وممن يقطنون الداخل من مختلف الجنسيات وبمنهجية و«إستراتيجية» واضحة، ومقننة بسبب «جائحة كورونا».. أقول لعل هذا القرار يأتي ردا على تكهنات «الغوغائيين» و«السفهاء» و«الغارقين» في الأوهام الراغبين بشدة في الاصطياد في «المياه العكرة»، المحبين للفتن، والفوضى المؤدلجين من جهات خارجية لإحداث البلبلة في وطننا العربي والإسلامي!!
نعم «الحج» مطلب، ورغبة للغالبية من المسلمين لمن «استطاع إليه سبيلا» ولكن وضعنا الآن لا يسمح ليس كوننا لا نستطيع أن نقوم بالترتيبات والاحترازات والتمويل والقدرة الفائقة على التنظيم فقد أدت المملكة دورها لسنوات عدة واحتضنت الحجيج والمعتمرين والزوار، واحتشد عشرات الملايين في بقاع واحد ومكان واحد، واستطاعت أن تخرج «بشهادة العالم» أجمع على حسن الإدارة والتنظيم، ولكنها «الجائحة» التي لم تبق، ولم تذر، ووضعت العالم في فوهة بركان، وألقت بالحياة على جوانب الطرق، وزرعت الهواجس في قلوب البشر.! فهذا الخوف من زيادة الانتشار، والحرص من القيادة -حفظها الله- على البشرية بأكملها جعلت من قرار الحج «الحكيم» بهذه الصورة بدلا من الإلغاء.
• الحج لمن هم دون الخامسة والستين (65) كون هذه الفئة قادرة على التحمل، وبإذن الله لو أصابها مكروه (لا سمح الله) بقليل من الرشح أو الزكام فمقاومتها كبيرة، عكس من هم أكبر من ذلك.
• العدد محدود عشرة آلاف (10000) شخص منعا للزحام ولتطبيق التباعد وتطبيق الإجراءات، والاحترازات المعمول بها للحد من انتشار كورونا.
• يبقى الأهم والمهم، ألا وهو تقبل العالم الإسلامي والعربي لهذا القرار وتقبل من هم راغبون في الحج و«مكاتب ومؤسسات» الحج لهذا القرار، والتعاون مع الدولة ومع العالم الإسلامي للصالح العام، فلا يكون الهاجس هو الحج فقط أو «الكسب المادي فقط» فنحن في سفينة واحدة، ونتمنى أن لا ينطبق المثل القائل (ليتنا من حجنا سالمين).!
salehAlmusallm@