وأضاف الفريدة: إن ما يميز الأحساء وجود مواقع طبيعية وتراث عمراني ومقومات الطبيعة كالشواطئ، ومنها بحيرة الأصفر وواحة النخيل والعيون والصحاري المحيطة المفتوحة، فليس هناك أي خطر، وبزوال الجائحة ستعود الأحساء وبقية مناطقنا في المملكة مثل السابق، وربما أفضل خاصة أن الناس يبحثون الآن عن المواقع والجهات الآمنة والمملكة ومن ضمنها الأحساء تتقيد باحترازات صحية جيدة ومدروسة، والدولة تبذل خطوات رائدة ومطمئنة على أعلى مستوى، وتفوق دولًا متقدمة، ومن المتوقع أن تكون الوجهة الأولى سياحيًا وسط الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
أبان رئيس اللجنة السياحة بغرفة محافظة الأحساء وعضو اللجنة الوطنية بمجلس الغرف محمد العفالق أن اللجنة حرصت على مناقشة الجانب السياحي وعودته المأمولة خلال الفترة القادمة، وبعد العودة الطبيعية للحياة، متوقعًا وجود حراك سياحي بعد أن يطمئن المجتمع، خاصة أن هناك الكثير ممن هو متعطش للذهاب لمختلف المواقع السياحية والترفيهية، لافتًا إلى ضرورة تحرك الجهات المعنية وذات الاختصاص، سواء الصحة أو السياحة أو البلديات والعمل على إصدر شهادات معتمدة وموثوقة تكون بمثابة الإجازة والإثبات لسلامة وجاهزية المنشآت.
وأوضح العفالق أن الغرفة تعتزم عقد ورشة عمل مع صناع سوق الترفيه والسياحة من مجمعات وفنادق ومطاعم ومرشدين سياحيين، والاتفاق معهم لعمل باقات مكتملة تحتوي على «سكن، ودور سياحية، وزيارة الأماكن السياحية»، وبعض الفعاليات بالمجمعات التجارية بأسعار مناسبة.
وحول ما يخص مطار الأحساء الدولي، قال العفالق مع حرص القيادة الرشيدة على تفعيل السياحة الداخلية، إلا أنه لا توجد أي رحلات تُذكر بالمطار، وللأسف التوسعة التي بدأت 2015م ما زالت متعثرة لقرابة السنوات الأربع، موضحًا أن مصير المطار يسير إلى المجهول فهو مغيّب من الطيران المدني ومن الناقل الوطني، رغم الجهود التي بُذلت من أجل تحويله إلى مطار دولي.
أكد الباحث والمؤرخ عبدالله المطلق أن عودة السياحة في محافظة الأحساء لا بد أن تكون بحذر شديد مع الالتزام بالبروتوكولات الصحية التي أصدرتها وزارة الصحة، فيجب على وزارة السياحة والمكاتب السياحية والمرشدين في الأحساء التأكد من جاهزية نزل الضيافة والفنادق، والأماكن السياحية، وتوفير الأمن والسلامة والوقاية الاحترازية لكل السياح.
وقال: إن صناعة السياحة في الأحساء ممكنة، خاصة أنها حصلت على مسميات عالمية وعربية وخليجية، ومنها الأحساء موقع تراثي عالمي 2018م، وعاصمة للسياحة العربية 2019م، والأحساء المبدعة 2016م. وأشار إلى أن تطوير المواقع الطبيعية في الأحساء مطلب مُلِحّ، بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفنادق، وتكثيف استكشاف طبيعة الأحساء من كافة النواحي وتوليد فرص عمل جديدة لأبنائها، الذين يطمحون أن يخدموا وطنهم، لاسيما أن لدينا كوكبة من المرشدين والمرشدات بأكثر من لغة، ووجود خارطة للمكاتب السياحية هو من المطالب المهمة، وتطوير «المسار السياحي الزراعي»، والمهرجانات، تحت مظلة المجلس المحلي لتنمية السياحة بدلًا من تبعثر الجهود، وتوزيع أماكن المهرجانات في الشمال والشرق والهفوف والمبرز، وإنشاء المراكز الترفيهية مع مراعاة التوزيع الجغرافي لها.
ولفت إلى أن من مطالب تطوير السياحة في المحافظة تخصيص أرض لإقامة المهرجانات سنويًا، ويكون موقعه على طريق العقير جهة مركز الملك عبدالله الحضاري في شرق الأحساء ليكون مماثلًا لمهرجان الجنادرية، واستحداث منتزه زراعي يحوي زراعة أصناف النخيل النادرة، ليكون متنفسًا سياحيًا للأهالي والزوار، وتخصيص أراض تكون بمثابة ساحات شعبية لإقامة المناسبات الوطنية مع توفير مواقف السيارات، والاستفادة من جبل الأربع، وجبل دخنة، وهضبة النصلة الواقعة في مدينة الطرف، وإقامة منتزه سياحي يجمعها مع تنفيذ شبكة تليفريك يربطها جميعًا، خاصة أنها تعتبر من المواقع المهمة كتوزيع جغرافي ممتاز، وتوجد بها مواقع أثرية بإمكان الكشف عنها لتضاف إلى المواقع الأثرية المشاهدة.
ذكر رئيس فرع جمعية علوم العمران بالأحساء م. عبدالله الشايب أن قرار العودة للحياة الطبيعية هو قرار مبني على إجراءات وتعليمات صحية؛ لتمكين العجلة الاقتصادية من الدوران مرة أخرى، مبينًا أن هناك خطين متوازيين أحدهما الأعمال القابلة للمزاولة في ظل بقاء الجائحة، والثاني مدى قناعة المستخدم بتلك الخدمة التي توقفت، وفي الشأن السياحي في الأحساء الذي نما بشكل مطرد في السنوات الماضية، خاصة بعد إعلان اليونسكو الأحساء موقعًا تراثيًا عالميًا، وإعلانها عاصمة للسياحة العربية 2019م، فإن الوعي المبكر والحرص المتعجل للاستفادة من منع التجول سيكون محل فاعلية، خاصة أن المحافظة كوجهة سياحية تكاملية مقوماتها تلبي النسق السياحي للجنسين ومختلف الفئات والثقافات.
وأضاف: تتمتع الأحساء بأكثر من وجهة للنشاط الديناميكي مثل مسارات رياضة المشي، أو الإستاتيكي الذي يوفر قاعدة للاستجمام والترفيه مثل الحدائق والمنتجعات، متوقعًا أن يعود التنشيط ببطء؛ بسبب توقف البنية التحتية طوال الثلاثة الأشهر الماضية، متوقعًا مستقبلًا مشرقًا للسياحة الثقافية والفنية. وأوضح أن السياحة الداخلية ستشهد نشاطًا مع قرب عيد الأضحى؛ لأن السفر للخارج سيظل محل قلق بسبب كورونا.
أوضح المهتم بالجانب السياحي سعيد الجبران أن محافظة الأحساء جزء مهم في خارطة السياحة الداخلية؛ لما تزخر به من تاريخ وحضارة وأماكن أثرية مهمة، وتنوعها الجغرافي يعطيها ميزه كبيرة، لافتًا إلى أن الدولة قطعت شوطًا كبيرًا في تطوير السياحة الداخلية، وبدأت النتائج تظهر على أرض الواقع، إلا أن الجائحة تسببت في تعثر كل المجالات والسياحة واحدة منها، معربًا عن تفاؤله بأن القادم أفضل. وأضاف إن ما يميز المحافظة وجود السياحة الزراعية الريفية، وكذلك المباني التاريخية مثل قصر إبراهيم ومسجد جواثا التاريخي والقيصرية، وغيرها من المواقع الأثرية، ومن أهم المواقع ذات الطابع الجمالي الآبار الارتوازية داخل الواحة الأكبر في العالم، والعدد الكبير للقصور التاريخية، موضحًا أن هذا الانتشار الجغرافي ساعد على خلق خارطة جميلة، وهي المسارات السياحية داخل الواحة.