بعد أن جاوز الظالمون المدى وطفح الكيل، أعلنت مصر رسميا إمكانية التدخل المصري في ليبيا، وجاهزية الجيش المصري لتنفيذ أي مهمة سواء داخل الحدود المصرية أو خارجها، ومع الإعلان المصري سارعت دول عربية، ودولية دعمها، وتأييدها لمصر، وأيضا أعلنت القبائل، والمشايخ، والأعيان في ليبيا تأييدهم للموقف المصري المشرف لإنقاذ ليبيا من التدخلات العسكرية التركية، وها هي مصر تعود من جديد لتؤكد أنها مازالت حامية للوطن العربي، وأنها بوابة الاستقرار الحقيقي لهذه الأمة بعد المملكة العربية السعودية قبلة الإسلام والمسلمين، والموقف المصري جعل الشعوب العربية تشعر بالفخر، والعز، وأن هناك أملا في هذه الأمة، وأن قلب العروبة النابض مصر مازال حيا، وقادرا على الدفاع عن الشعوب العربية وقضاياهم الحيوية.
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ اليوم الأول لتوليه الحكم في مصر وهو يشعر بمسؤولية الدفاع عن الأمن القومي العربي، ويعتبر أن أمن دول الخليج، والدول العربية من أمن مصر، ولا ننسى له شعار مسافة السكة، وأيضا قام ببناء الجيش المصري من جديد، وبناء قواعد عسكرية كبرى في مصر على حدودها مع الدول المجاورة، وشراء الأسلحة، والطائرات، والغواصات الحديثة، وقام بتدريب الجيش المصري على أحدث الوسائل العسكرية، وهذا ما جعل أعداء العرب يشعرون بأنهم في خطر، وأن مصر عادت من جديد لتواجه مشاريعهم الاستعمارية، التي تهدف إلى تدمير الأمة العربية، وسرقة ثرواتها كما يحاول أردوغان أن يفعل في ليبيا، لكن بلا شك أن مصر لن تسمح له بتكرار سيناريو سوريا في ليبيا، وهناك استعداد مصري على أعلى مستوى لكل السيناريوهات إذا تجاوز أردوغان الخطوط الحمراء، التي أعلن عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وهي سرت، والجفرة لما لهما من أهمية إستراتيجية سواء اقتصاديا أو ارتباطهما بالحدود المصرية، وهنا لن تتردد مصر بالدفاع عن أمنها، الذي لا يتعارض مع الشرعية الدولية في حقها المشروع بالدفاع عن نفسها وفقا لمواثيق الأمم المتحدة، وأيضا وفقا للمواقف العربية، والدولية المؤيدة لأحقية مصر في الدفاع عن نفسها، بالإضافة إلى ترحيب مجلس النواب الليبي المنتخب من الشعب الليبي برئاسة عقيلة صالح بالإعلان المصري لحماية حدودها من المحتل التركي، الذي جاء بدعوة مما يعرف بالمجلس الرئاسي، الذي أعتبر أن مصر تعلن الحرب لكن هذا المجلس لا يحظى بأي شرعية، ولمَنْ يقول إن شرعيته مؤقتة نقول له الشرعية انتهت، والسراج رئيس المجلس الرئاسي خائن عندما سمح لأردوغان عدو العرب باتفاقية مشبوهة بالتدخل في ليبيا، بالإضافة إلى سرقة أموال الليبيين، وتحويلها إلى تركيا.
مصر من حقها الشرعي دحر المحتل التركي، ولا ننسى أن جامعة الدول العربية إذا قامت بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك سوف يكون ذلك رادعا لكل مَنْ تسول نفسه بالتدخل في الدول العربية، بالإضافة إلى أن مصر تربطها مع الشعب الليبي تاريخ طويل من دعم مصر للأشقاء في ليبيا لدحر الاحتلال الإيطالي في الماضي، وهي التي ساهمت في بناء الجيش الليبي، وأيضا وقف الشعب الليبي مع مصر في حرب تحرير سيناء عام 1973م، ولذلك من الطبيعي أن تتولى مصر الدفاع عن ليبيا جارتها في حالة أنها لم تعد قادرة بالدفاع عن نفسها، وهذا الدفاع هو دفاع شرعي عن أمن مصر، وليبيا، وأمن أفريقيا، والمتوسط، والأمن القومي العربي.
alharby0111@