وأردف يقول: كانت إيران محايدة رسميا في قضية ملكية الإقليم حتى وقت قريب، معترفة بأن «ناغورنو كاراباخ» جزء من أذربيجان.
وتابع الكاتب: كان هذا الموقف المحايد ثابتا رغم حقيقة أن السياسة الإيرانية تجاه أذربيجان كانت متوترة في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث ظلت طهران شريكا ثابتا لأرمينيا.
الأقلية الأذرية
وأضاف: لكن موقف طهران تأثر بمخاوفها تجاه أقليتها الأذرية الانفصالية في شمال غرب إيران، حتى أن الفريق محمد باقري رئيس هيئة الأركان الإيرانية، أكد علنا أن كاراباخ أرض أذرية وأن تغيير الحدود عبر القوة أمر غير مقبول.
وبحسب الكاتب، فإن موقف إيران من إقليم ناغورنو كاراباخ تغير مؤخرا، بشكل ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي. ومضى يقول: بدلا من دعم أرمينيا والسعي لإقامة علاقات أفضل مع أذربيجان، أظهرت طهران رغبتها في تقويض المصالح الأذرية والهدنة الهشة مع أرمينيا.
وتابع: ولأن اندلاع القتال في القوقاز يمكن أن يطال روسيا وتركيا، فإن هذا النوع من التدخل استفزازي وتهديد للاستقرار الإقليمي. وأردف يقول: في شهر أبريل الماضي، عبرت شاحنات، تحمل لوحات أرقام إيرانية، إلى ناغورنو كاراباخ وزودت السكان المحليين بالطعام والطاقة ومنتجات أخرى.
انتهاك طهران
وتابع الكاتب: هذه الشحنات ليست الأولى التي ترسلها طهران في انتهاك لاعترافها بالإقليم بأنه جزء من أذربيجان.
وأضاف: أنكر مسؤولون إيرانيون، من بينهم مسؤولون في السفارة الإيرانية في أذربيجان، القصة بأكملها، مدعين أنها أخبار مزيّفة أطلقتها جهات أذرية انفصالية معارضة للنظام الإيراني.
وأردف بقوله: على الرغم من مزاعم إيران بأنها لا تعترف بناغورنا كارباخ كدولة مستقلة أو كجزء من أرمينيا، إلا أن التعاون الثنائي مع أرمينيا يتنامى منذ عام 2016.
وتابع: كانت إيران تبني بالفعل محطة كودافرين للطاقة على حدودها مع ناغورنو كارباخ، واعتادت على إبلاغ أذربيجان بشأن مثل هذه الأنشطة، لكن يبدو أن الأمر لم يعد كذلك الآن.
وأضاف: من المرجح استمرار تعاون إيران مع حكومة ناغورنو كاراباخ في مجال شحنات الطاقة لبعض الوقت، ودعمت حكومة أرمينيا هذا التعاون ضمن علاقاتها الأوسع مع إيران.
شحنات مخدرات
وأشار إلى أن ذلك ربما يورط أرمينيا في انتهاك للقواعد الدولية، كما يفتح ذلك التعاون الباب أمام إرسال إيران شحنات سلاح ومخدرات إلى المنطقة وعبرها، ما سيشكل انتهاكا للقانون الدولي.
وتابع: سيمثل ذلك تصعيدا كبيرا وتهديدا خطيرا لأذربيجان. ولأن إيران تبدي استعدادا لتعريض علاقاتها مع أذربيجان للخطر، وفي ضوء إرسالها أسلحة وصواريخ لوكلائها مثل الحوثيين في اليمن، فسيكون منطقيا افتراض أن طهران ربما ترسل أسلحة لحلفائها في ناغورنو كارباخ.
وبحسب الكاتب، فمن خلال توسيع هذا التعاون مع إيران، تضع أرمينيا علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة في خطر.
وتابع: إن مساعدة أرمينيا لتدفق الطاقة من إيران بالرغم من خضوعها لعقوبات أمريكية، ستهدد علاقات يريفان مع واشنطن، ووصولها للنظام المالي العالمي.
وأضاف: الخطوة الأرمينية ستختبر أيضا صبر الحكومة الأمريكية، التي أظهرت مؤخرا تفهما خاصا تجاه أرمينيا فيما يخّص علاقاتها الاقتصادية مع إيران، ما جعلها تحجم عن فرض عقوبات عليها بسبب تجارتها مع إيران.
استقرار القوقاز
وأشار الكاتب إلى أن سلوك إيران في القوقاز يمثل اتجاها جديدا لزعزعة الاستقرار الذي تنتهجه السياسة الخارجية الإيرانية.
وأضاف: في غياب أي رد أمريكي، ربما تستنتج إيران أنه يمكنها زعزعة هذه المنطقة دون عقاب. ونظرًا لأن إيران تسلك نهجا حذرا في تعاملها مع دول واقعة على حدودها مقارنة مع دول تقع بعيدا عنها، فإن هذه المناورة تشير إلى أن استعداد إيران لخوض هذه المخاطرة أكبر مما يعتقد الكثيرون.
ومضى يقول: قد تخوض طهران المزيد من المجازفات في مناطق تتواجد فيها مصالح أمريكية مباشرة، مثل الشرق الأوسط. ورغم قتل الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني، العقل المدبر للكثير من مغامرات إيران الخارجية، في يناير الماضي. إلا أنه من الواضح أن إيران لن ترضخ، ومن المحتمل أنها ستزيد من تدخلاتها. ومن المرجح أن هذه التدخلات، من بينها التدخل ضد أذربيجان عاجلًا أو آجلًا.
وأردف: توضح تلك التطورات في القوقاز تكاليف الإهمال الأمريكي لهذه المنطقة منذ ما يزيد على عقد من الزمن.
النفوذ الروسي
وبحسب الكاتب، فإن الولايات المتحدة لديها مصلحة في تهدئة الوضع بالمنطقة ومساعدة الدول على الإفلات من النفوذ الروسي والإرهاب المدعوم إيرانيا. كما أن لها مصلحة دائمة في دعم الديمقراطية، مثلما ساعدت ثورة أرمينيا الديمقراطية عام 2018. كما أن لديها مصلحة في زيادة تدفقات الطاقة لحدها الأقصى من بحر قزوين إلى أوروبا لدعم الحكومات المحلية وتقليل النفوذ الروسي على القوقاز وأوروبا.
وأضاف: يتعين على واشنطن أن تولي اهتماما أكبر لهذا الصراع، ولمنطقة القوقاز عمومًا، لأن اشتعال الصراع في ناغورنو كارباخ يمكن أن يجر روسيا وتركيا.
وأوضح أنه في عام 1993، كاد النزاع يُشعل مواجهة روسية تركية، كما يمكن أن تزعزع أرمينيا المنطقة لو حاولت مواصلة السيطرة على أراض معترف بها عالميا بوصفها أراض أذرية.
وأردف يقول: إن موقف إيران المتغيير تجاه نزاع ناغورنو كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان، يضيف عنصرا جديدا مزعزعا للاستقرار في القوقاز. وتجد أرمينيا الآن نفسها في موقف صعب، حيث يمكن النظر إليها بوصفها متآمرة مع إيران وأداة للتهرب من العقوبات الأمريكية.