ولفتا إلى أن تلك الدول فشلت بشكل عام في تحقيق التنمية، كما ضعفت لديها أسس الحوكمة الضرورية للنجاح الاقتصادي.
ومضيا بالقول: في ظل السياق الحالي للتوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، قد تجد الدول الأفريقية نفسها تُكرر الأخطاء ذاتها ما لم تعمل على رسم مصيرها بشكل مسبق. وتابعا: تزداد التوترات بين القوتين العظميين عمقًا في وقت يمر فيه الاقتصاد العالمي بتوتر هائل بسبب تفشي وباء كورونا. وفي الوقت ذاته، تواجه الدول الأفريقية أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ الاستقلال.
وأردفا: دون شك إفريقيا غير مستعدة للصمود أمام الآثار المجتمعة للجائحة الصحية والكساد الاقتصادي الشديد.
وسوف يحتاج قادتها لتصميم إستراتيجيات مشاركة يمكن أن تساعدهم في إدارة توترات القوى العظمى الحالية لصالحهم.
وأشارا إلى أهمية أن يكون ذلك دون انحياز لأي جانب، بحيث يكون التعامل مع كل تلك القوى العظمى بناءً على خيارات براغماتية، وليست أيديولوجية. وأضافا: رغم عدم استعدادها المؤسسي، يجب أن تكون الدول الأفريقية إستراتيجية وتكتيكية بشدة في كيفية تعاملها مع التوترات الأمريكية الصينية، والفشل في ذلك سيكون معناه التضحية بمصالحها.
وبحسب الكاتبين، هناك 3 مجالات من التحديات والفرص للدول الإفريقية في المناخ الجيوسياسي الحالي، أولها الآفاق التكنولوجية، والثاني هو سلاسل الإمداد العالمية، والثالث هو الاندماج التجاري والتعاون الاقتصادي.
وأوضحا أن الابتكار التكنولوجي هو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي. وبالتالي، فإن الوصول إلى تكنولوجيات الجيل الخامس يمنح إمكانية الوصول إلى النطاق العريض العالمي، الذي يُعدّ ضروريًا لتقدم القارة نحو الاقتصاد الرقمي.
ولفتا إلى أن تصنيف الحكومة الأمريكية لشركة هواوي الصينية، المزود العالمي الرئيسي للبنية التحتية لشبكات الجيل الخامس، على قائمة الكيانات التي تشكّل خطرًا كبيرًا على مصالح الأمن القومي والسياسة الخارجية، يضر بقطاع الاتصالات الإفريقي، وهو ما دفع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إلى دعم هواوي باعتبار أن الحظر مثال على الحمائية التي ستؤثر على قطاع الاتصالات ببلاده.
واشار الكاتبان إلى أن هذا الدعم الرئاسي كان مثالًا على البراجماتية من جانب حكومة جنوب أفريقيا، حيث ينبغي على صنّاع السياسة الأفارقة حماية حقهم في الاختيار من بين أكبر مجموعة متاحة من الخيارات التكنولوجية، والتي تناسب احتياجات التنمية الخاصة ببلادهم.
أما فيما يخص سلاسل الإمداد العالمية، فإن التوترات بين واشنطن وبكين في ظل تفشي الوباء يتيح فرصًا أمام الدول الأفريقية يجب استغلالها.
وتابع الكاتبان بقولهما: كشفت الأزمة عن وجود مشكلة كبيرة في سلاسل الإمداد في قطاعات المنتجات الرقمية والغذاء والطبية والأدوية.
واشارا إلى أن الدول الإفريقية يمكن أن تقدّم حلولًا لحماية احتياجات الأمن الغذائي لأفريقيا، والإنتاج المحلي للأدوية والعقاقير المحلية، والاختبارات والأجهزة الطبية منخفضة التكلفة واللوجيستيات.
وأردفا: لكن تلك الدول ستحتاج للتعاون أكثر لتطوّر قطاعاتها الاقتصادية المزدهرة وروابطها الصناعية العابرة للحدود.
ومضيا بالقول: فيما يخص الاندماج التجاري، ستحتاج الدول الإفريقية إلى مزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري، ويمكن لمنطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية أن تخلق إطار العمل المؤسسي والخاص بالبنية التحتية لأفريقيا لتعزيز التجارة بين البلدان الأفريقية، وتطبيق إصلاحات طال انتظارها في السياسة التجارية.
وأشار إلى أن الوباء يجب أن يزيد من الإحساس بإلحاح تطبيق كل هذه الترتيبات، وإلا فقد تضيع القارة فرصة لتسريع تطوير السلاسل العابرة للحدود في الإمدادات والأجهزة الطبية والمجالات الأخرى.