فقال أبشروا اتبعوني وأخذنا على عجل إلى مكتب مغلق بابه واستأذن من صاحبه بالدخول وسلمنا معه على رجل يبدو من هيبته أنه مستشار كبير، فبادره صاحبنا أن هؤلاء من ربعنا بالشرقية وهو يشير لنا وعندهم استفسار فقلت لن يجدوا أحدا في دائرتنا أعلم منك.. فسر الرجل من كلامه وقال له وصلت خيرا.. وتركنا عنده واستأذن وجلسنا عند هذا الرجل نسأله عن آلية معاملتنا حتى أرضانا وأعطانا حلولا لم تخطر على بالنا ساعدتنا في إنجاز معاملتنا لاحقا.. وخرجنا من عنده فرحين نبحث عن صاحبنا الذي جاء بنا له نريد أن نشكره على خدمته لنا ولكننا لم نجده واكتشفنا أننا لا نعرف اسمه ولا وظيفته!!
وظللنا نبحث عنه قرابة الساعة ولم نجد له أثرا. وشعرنا بالحرج من الرجوع لمكتب المستشار حتى نسأله عنه..
وإلى اليوم ندعو له بالخير وأن يرزقه الله من حيث لا يحتسب فقد يسر لنا وخدمنا ونحن لا نعرفه.
وفي الدوائر الحكومية كثيرا ما تجد مثل هؤلاء يخدمون الناس دون مقابل ويسعون لتذليل عقبات المراجعين دون أن يخلوا بنظام جهات أعمالهم جعلوا كلمة سم وأبشر عنوانا لهم..
يجدون سعادتهم في خدمة الناس وتذليل الصعاب لهم.
ولعلنا نذكر هنا موقف مدير مستشفى في بريدة عندما اختصر معاناة مواطن بهذه الكلمات سم.. أبشر فهدأ من غضبه بإنهاء معاناته مما دفع معالي وزير الصحة إلى شكره وتقديره بتغريدة تناقلتها وسائل التواصل الإعلامي.
ولعل موظفي خدمات العملاء أو المستفيدين ومن هم في الصفوف الأمامية في استقبال المراجعين هم أحوج إلى مثل هذه المهارات التي يستقبلون بها المستفيدين من مراجعي الدوائر الحكومية.
وحتى لا يكون للصدفة دور في حل مشاكل المراجعين يجب توجيه الاهتمام لأقسام الاستقبال في جميع الدوائر بحيث يتم اختيار موظفيها من أهل الاختصاص الذين يعلمون عن دور كل قسم في الدوائر الحكومية لإنجاز المعاملات، ومن الحاصلين على دورات تخصصية في فن التعامل مع الناس ويتصفون بالذكاء العاطفي والقدرة على التعامل مع ضغوط العمل، ويستطيعون تقديم أنفسهم بكل يسر وسهولة إلى المستفيدين ليعكسوا صورة حسنة عن هذه الدوائر. ولعلنا في هذه الأوقات التي تقل فيها أعداد المراجعين نركز على تدريب موظفي هذه الأقسام على هذه المهارات حتى يكونوا جاهزين في حال عودة المستفيدين بشكل كامل.
dhfeeri@