* كخبير يتطلع إلى الماء في السماء.. كالنجوم.. تقودني كعربي.. لمشاهدها ومؤشراتها. قراءتي قد تكون في أهمية نهر النيل للعالم.. لكنها قراءة أشبه بامتداد النهر نفسه.. يمكن رؤيته من الفضاء.. لكن لا يمكن رؤية البشر حوله.
* رسم نهر النيل مجراه.. ليكون الأطول عالميا. هذا يعني الكثير بيئيا. ليؤكد تقاسم المصالح.. والمنافع. وعبر التاريخ تجمّع البشر حول مجراه.. فكان العطاء السرمدي. غرسوا أطناب نشاط حياتهم.. فشكّلوا حياة بيئاتهم.
* لماذا وصلنا لمراحل الخلاف.. ومراحل التهديد والمؤامرات؟ لماذا وصلنا لمراحل الاقصاء.. والاستحواذ.. والصراع على الماء؟ لماذا ظهر في هذا الوقت؟ ما الأسباب؟ من صاحب الحق؟ من المخطئ؟ من المعتدي؟ من الداعم؟ من المحرك؟ ما مستقبل نتائج أجوبة حزم هذه التساؤلات وغيرها؟ هل سيقود الوضع والتصعيد لمنتصر ومهزوم؟ من سينتصر؟ ولماذا؟
* كيف.. ومتى يكون بناء سد في دولة مشكلة لدولة أخرى؟ هل الصراع على مياه الأنهار صراع جديد؟ لماذا؟.. وكان الصراع حول منابع الماء بالصحاري والقفار، لم أسمع عن صراع تاريخي على مياه الأنهار التي تقتل البشر غرقا.. وليس عطشا. ما المشكلة؟ ما جذورها؟ ما أبعاد تفاقمها؟ من يغذي جذوتها؟
* لماذا بناء السدود أصلا؟ ما المشكلة الحقيقية لمصر؟ هل المشكلة موقع بناء السد؟ تتعاظم المشاكل عندما يكون السد مشروعا لأجندة. حيث يوظف الماء لخدمتها. (أكرر) يوظف الماء لخدمتها.. وعندما تقوده السياسة.. ويغلف بأطماع وأهداف وتطلعات.. تفضي لأخرى غير واضحة.. وعندما يكون مشروعا بتأثيرات عابرة لدول.. بأجندة واضحة.. وأخرى مخفية.. يمكن استنتاجها.
* نهر النيل أشبه بالوريد وأهميته للحياة.. من يملك حق قطع الأرزاق.. وإنهاء الحياة أيها القوم؟
* المشكلة عندما يكون مشروعا يمثل استعراضا لقوى استعمارية. وعندما يكون مشروعا يؤثر سلبا بالبيئة ومكوناتها. وعندما يكون مشروع تعاون وتحالفات.. لتمرير محظورات.. تعمل ضد سيادة الآخر. لماذا؟ ما نتائجها المستقبلية وأبعادها وتأثيرها الكوني؟
* المشكلة عندما يكون السد مشروع فكر سابق لقوى استعمارية قديمة.. يعاد إحياؤه بأجندات ضد الحياة. وعندما يكون بناء السد ذراعا قاهرة ومتجبرة. وعندما يكون بناء السد مشروع سلاح للمستقبل. وعندما يكون مشروعا تتوارثه الأجيال.. فلا تستطيع التنبؤ بقيم هذه الأجيال المستقبلية والتزاماتها الإنسانية.
* من يتنازل مرة لابد أن يتنازل كل مرة. دفعت أمم وشعوب وجودها ثمنا لأخطاء سابقيها. حيث جاءت أجيال جديدة.. تعاملت مع نتائج قرارات مرحلة تاريخ مضى. فأتذكر (أم أبي عبدالله الأحمر) آخر ملوك الأندلس.. وقد ورث الضعف والهوان.. فخرج مطرودا.. يذرف دموع الذل والعار. تنبهت الأم العربية فقالت: (ابك كالنساء مُلكا لم تحافظ عليه كالرجال).
* مع شح الماء ونضوبه.. يصبح الخروج.. خروجا من الحياة نفسها.. وليس خروجا من الأرض.. هنا مربط الفرس.. هنا يتعاظم ثقل المسؤولية. فهل ارتكبت مصر خطأ استراتيجيا بحق أجيالها القادمة؟ ما هو؟ ولماذا؟ ويستمر الحديث بعنوان آخر.
@DrAlghamdiMH