من المحزن أن ترى فئة قمعية وخُصوما من ضعاف العقول ممن غلبت عليهم الغفلة من الجبناء والأهفاء، يقومون بتأجيج المعارك تحت «شعار انتقد»، وشيئا فشيئا تُشن الحملات المخصصة لتشويه السمعة على «القادة الناجحين والسواعد الفاضلة» بهدف تحطيم أعصابهم، وإحباط الطموح والهمة لديهم إما لترجيح كفة الشخص غير المناسب، وإما سعيا لزعزعة مكانة الشخص المناسب، فيواجهون هؤلاء بعصا من الحكمة فيلتم الأتباع فيحول الله بينهم وبينهم، فتُزل أقدامهم بقدر ما صنعوا فيسألوا شفاعة (ناصرٍ أو معين) فيجعل الله من حُوربوا يدا عُليا لتنقذ «خصومهم» من وحل ما اكتسبت أيديهم، «فالعدو الذليل» أهلٌ أن يُرحم، والقائد العظيم لا يخاطر بنفسه في الانتقام من عدوه فهو يترك للصلح موضعا أو يظفر بحكم القضاء، نعم القادة هم أبطال الكواليس ورجال المهمات الصعبة والمواقف الإنسانية أينما «وجدوا».
• الفشل هو الشرارة التي تولد الدروس والعبر، والفشل المميز يصنع الناجح المميز، والنقد غير العادي يصنع القادة الحقيقيين، والعيوب تبرز الجودة، ومعادن «الرجال الأشداء» تتبين في وضح الأزمات، اليوم تتوالى أمامنا المشاهد البطولية «بمعرفات أهلها» فهم القادة الموجهون في كل مرحلة بالغة الصعوبة، فالقادة المميزون متى ما تسلموا زمام المهام «تلمّسوا» «مواطن الألم» متبصرين في الأمور مستقصين لها، وهذا يمنحهم القدرة على التصرف بطريقة مثلى، وهم أيضا المخولون «لإحكام مقاليد قبضتهم» في الشدائد والصعائب، فهم الثقة والثبات وهم «صُنّاع القادة» وليس ذلك فحسب؛ إن القادة الناجحين لا تتوقف بهم المعرفة، بل يتعلمون من تجارب الآخرين فتجدهم يغترفون من كل «علم» غرفة لأن «التعليم» هو صاحب الأثر الأكبر في تشكيل صفات «القادة الحقيقيين»، ورغم ذلك لا ينفردون برأيهم في الأمور التي تحتاج إلى أكثر من رأي بل يشاورون وينصتون وهم آخر من يتحدثون.
ويجب أن نعلم أن الأزمة وسيلة لتحقيق الأهداف، وأن القادة يحدثون الفارق في صناعة الحلول لإدارة الأزمات المتفاقمة لقهر القوى الصانعة للأزمة، وأن «التدخل الإنساني ميثاق غليظ وديدن القادة الصالحين» على مر العصور لا سيما في تلك المواقف الحرجة التي ترتبط بالإنسان مباشرة، فالتدخل الإنساني سمة منفردة في شمائلها الأخلاق والمبادئ وثيابها القدوة الحسنة «فدائما ما نشهد خلف الكواليس» دورا «للأبطال المتخفين» وإقدامهم على اقتحام المخاطر بحسم وجسارة مما يوّلد ذلك الأثر الملموس في حسن المعالجة لإدارة الأزمات وإنهاء المعاناة دون خسائر إن أمكن فيما يجسد ذلك أنموذجا سلوكيا «مهنيا إنسانيا» يثلج له الصدر وترفع له القبعة.
@Felwahalzahrani