DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المرأة السعودية.. تضحيات ضخمة وعطاء لا محدود

مختصون: هي الركيزة الأساسية في مواجهة «كورونا»

المرأة السعودية.. تضحيات ضخمة وعطاء لا محدود
قالت المشرفة على وحدة تنمية المرأة بجامعة الملك فيصل ووكيلة كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بجامعة الملك فيصل د. صباح العرفج، إن المواطنة السعودية كعاداتها، دائمًا تقبل التحدي، وتتخطى الأزمات، وتقف عونًا وسندًا مع وطنها.
حكمة معهودة
وأضافت: «كم فخرنا بعطائها، وأفرحتنا بمنجزاتها بل وفاجأتنا بإمكانياتها خلال الجائحة، أمًّا كانت، أم فتاة، ربة منزل، أم عاملة، وفي كل قطاع، فعندما أدارت حكومتنا الغالية -أعزها الله- هذه الأزمة بحكمتها المعهودة على جميع الأصعدة، واضعة في الاعتبار صحة وأمان المواطن والمقيم أولًا، وفرضت الحجر المنزلي، تعاظمت المسؤولية على المرأة، فهي ركيزة الأسرة، وملاذ أفرادها، وهي الأساس في بث روح الإيجابية، ونشر الطمأنينة لجميع أفراد الأسرة».
وتساءلت: «كيف ستفي بجميع متطلبات الأسرة في ظل ظروف الحجر؟ وكيف ستتابع تعليم أبنائها عن بعد دون خبرة سابقة؟، كما أنها المسؤولة عن مراقبة ومتابعة صحة جميع أفراد الأسرة، وتقديم التوجيه والرعاية اللازمة خلال هذه الفترة الحرجة، فأصبح مطلوبا منها فجأة ودون أي مقدمات، أن تكون الأم، والمعلمة، والطبيبة، وأخصائية الصحة النفسية، والإدارية المسؤولة عن التخطيط لبرنامج روتيني يومي للأبناء، من أجل تنظيم الوقت، والاستفادة منه».
متطلبات الأسرة
وتابعت إن المرأة وجدت نفسها ملزمة بجزء من مهام الزوج؛ لتوفير متطلبات أسرتها عن طريق التسوق الإلكتروني، ناهيك عن متطلباتها الوظيفية التي لا تزال ملزمه بتأديتها وإتمامها على الوجه الأكمل، فقبلت التحديات واجتازت الصعوبات، فبدأت بتطوير مهاراتها الشخصية والعملية في التعامل مع البرامج والتطبيقات الوطنية التي تعينها على إنجاز مهام عملها، وتعليم أبنائها، والوفاء بمتطلبات واحتياجات أسرتها.
استقرار داخلي
وأكد المستشار الأسري د. يوسف الرويشد أن المرأة سيدة في بيتها، تكمل نظام الاستقرار الداخلي مع قائد الأسرة، لسير منظومة متكاملة في بناء الوعي والتنشئة الاجتماعية الصالحة والمستقرة.
وأوضح أنه لا يخفى على كل ذي عقل الدور المهم الذي تقوم به هذه القدوة والمربية، في بث وسائل السلامة والأمان النفسي للأسرة، والتي من أهمها نشر ثقافة التباعد عند الأبناء، وتأجيل الكماليات والأشياء غير الهامة حتى استقرار وضع هذه الجائحة، والمساعدة في نشر الاستقرار النفسي والذي بدوره يزيل الخوف، ويرفع من الجهاز المناعي للجسم مع الحرص على تطبيق وسائل السلامة.
صورة إيجابية
فيما أشارت المستشار عضو المجلس البلدي بمحافظة الأحساء معصومة العبدالرضا، إلى أن للمرأة دورا كبيرا في ظل جائحة «كورونا»، فهي تشكل منطلقًا لتقديم صورة واضحة وإيجابية تناسب الواقع المحليّ والعالميّ، وفق ما جاءت به النتائج الطبيّة في طرح خطورة الجائحة، ودعوة الآخرين إلى الاصطفاف مع القيادة الرشيدة -أيدها الله- لاستعادة الحياة.
وقالت العبدالرضا: إن بعض السيدات سجلن الإبداعات، فالمرأة اشتركت في كل القواعد الحياتية العامة بجانب أنها أمٌّ فتحت عينيها على اهتمامها بأبنائها وأسرتها متحسسة مسؤوليتها بسلامتهم بصنع الوجبات الغنية ورعاية مشاعرهم، أخلصت لمسؤوليتها، تجهد نفسها في إدارة شؤون البيت، وتجهد للتواصل مع سيدات المجتمع وأسرهم.
وأضافت: إن المرأة بسطت ظلها على العالم تعمد إلى بسط القيم الأخلاقيّة والوطنيّة ذات الصفات الإنسانيّة، والذي انعكس بمجمله على المجتمع الذي غمره الشعور بالاتصال بعضهم ببعض والتواصي بالأخذ بما جاء في اللوائح الصادرة من القيادة الحكيمة وتمثّلَ ذلك بتغيير منهجية العادات والمناسبات كـ«العزاء، والزواج» تحت وطأة الوباء.
محور رئيسي
وقالت المستشارة الأسرية بجمعية التنمية الأسرية بمحافظة الأحساء منيرة العبدالهادي، إن المرأة أثبتت أنها محور رئيسي من محاور المواجهة، وتقدم النساء كل يوم مساهمات حاسمة لمعالجة تفشي الفيروس، من خلال جهود جبارة، سواء كانت ربة منزل، طبيبة، ممرضة، مسعفة، معلمة، متطوعة، إعلامية، وما يحتاجه ذلك من جهد ومتابعة وتنسيق مع حاجات الأسرة، وغيرها من كافة صور العطاء.
وأضافت: «عليها واجب كبير في حماية أسرتها من هذا المرض، وتقليص فرص انتشاره، وحمايتها من ألا يصاب أحد من أفرادها، فهي المسؤولة عن الحث والتذكير بأهمية النظافة الشخصية وغسل الأيدي، وأيضًا المساهمة في رفع مناعة أفراد أسرتها بتقديم الغذاء الصحي المناسب لهم، وزيادة على ذلك كله، تسعى لتوفير عوامل الجذب التي تشجع أفراد الأسرة على الالتزام بالبقاء في المنزل، والخروج للضرورة فقط، والاهتمام باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية».
وأكملت: إن هذا العطاء الكبير والمتميز للمرأة، أوجد لها التقدير والثناء والرضا من الجميع، سواء داخل الأسرة أو خارجها، والأغلب يلاحظ أن الأزواج والأبناء في كثير من الأسر أصبحوا يشاركون في أعمال المنزل، وأدركوا كم هذه المهمات بحاجة الى جهد ووقت ومهارة.
تقارب وتعاطف
وبينت منسقة العلاقات العامة والإعلام بالكلية التقنية للبنات بمحافظة الأحساء هدى النعيم، أنه مع تفشي جائحة «كورونا»، ظهرت تحديات عديدة تقع على عاتق الأسرة عامة، والمرأة خاصة؛ للمساهمة في رفع الوعي الصحي لأفرادها، وممارسة السلوكيات الصحية، بالاستعانة بالعروض التي أنتجتها وزارة الصحة، دون إشعار أفراد الأسرة بالخوف، متمثلة بأهمية الغذاء الصحي، وكيفية السلام، وأساليب التعقيم، وكذلك كيفية ارتداء الكمامات.
ولفتت إلى أن المرأة استغلت هذه الفترة لخلق المزيد من التقارب والتعاطف بين أفرادها، بغرس ثقافة الحوار وفن الإصغاء، وكسر الروتين، بممارسة عدد من الأنشطة الهادفة والمسلية، وتوحيد مواعيد الاجتماع على الوجبات العائلية التي كانت مسبقا تطبق نادرًا، بسبب اختلاف المواعيد، ومواجهة الجهد والتحديات في استغلال تواجد الأفراد جميعا في ممارسة إستراتيجيات التعلُّم عبر الإنترنت، والاستعانة خلالها بالدروس التعليمية عن بعد لزيادة مهارات أفرادها.
تحديات كثيرة
وأكدت المدربة في تطوير الذات يسرى الرحيمان، أن أدوار ومهام المرأة متعددة، وتجد نفسها أمام تحديات كثيرة، عليها أن تتجاوزها بكل ثقة، حتى تصل إلى طموح رسمت له طريقاً مختلفاً تقطف منه ثمار نجاحها، فالمرأة في جائحة «كورونا» أثبتت أنها قادرة على تخطي هذه التحديات، وتجاوزها، وتحقيق النجاح في حياتها الشخصية والمهنية.
وأضافت: «لم تضع في فكرها أن كل عائق على الصعيد الشخصي، قد يشكل لها حجرا تتعثر به في طريقها، بل مارست دورها بكل إبداع من حيث الأمومة وواجباتها الأسرية، واستطاعت أن تقنع مجتمعها أنها قادرة على تحقيق ذلك، من خلال خوضها لبعض التحديات».
مرتبة أولى
واحتلت المملكة المرتبة الأولى عربيا والـ 89 عالميا في تصنيف الدول الأفضل فيما يتعلق بتمكين المرأة وفقًا لأحدث التقارير المنشورة بمجلة «ceoworld» الأمريكية، فيما جاءت السويد بالمرتبة الأولى والدنمارك الثانية وهولندا الثالثة.
مساواة واندماج
وأوضح التقرير أن المقارنة بين الجنسين وتكافؤ الفرص والمساواة في الحقوق والاندماج الاجتماعي والشعور بالأمان هي النمط العالمي لقياس تمكين المرأة، وفق معايير تختلف من بلد إلى آخر وتلعب العوامل الإقليمية والعرقية والاجتماعية الاقتصادية دورًا حاسمًا في تحديد ذلك، مشيرا إلى أنه لا يوجد بلد في العالم آمن بنسبة 100 ٪ للمرأة ويجعلها تتمتع بحرية العيش على قدم المساواة، لكن هناك بلدانا أفضل من غيرها عندما يتعلق الأمر بالمساواة في الحقوق والاندماج الاجتماعي والشعور بالأمان بين الجنسين.
دراسة استقصائية
وتضمنت الدراسة الاستقصائية لحوالي 256.700 امرأة حول العالم من 156 دولة، وأصدرت المجلة تصنيفها السنوي بناء عليها لتصنيف أفضل قائمة بلاد العالم في تمكين المرأة حسب معايير أبرزها «المساواة بين الجنسين في الحقوق، النسبة المئوية للمناصب القيادية للنساء، المساواة في الدخل، حقوق الإنسان، تمكين المرأة، نسبة التعليم، المشاركة المجتمعية».
تحول وطني
وتزامن التقرير مع الواقع الذي تعيشه المملكة فيما يتعلق بتمكين المرأة ودورها البارز في خطط التحول الوطني وتحقيق رؤية 2030 والثقة الممنوحة لها في توليها المناصب القيادية والمؤثرة بين تواجدها المؤثر في مجلس الشورى والسلك الدبلوماسي والقطاعات الصحية والتعليمية والعسكرية ودورها الفاعل في مسارات الثقافة والرياضة ومختلف المواقع القيادية في القطاعين الحكومي والخاص، وفرصها في الإبداع والتميز عن طريق مشاركاتها الدولية بالمحافل الرياضية والثقافية العالمية.
أكد عدد من المختصين لـ«اليوم»، أن المرأة السعودية أثبتت نجاحها الكبير خلال جائحة فيروس «كورونا» المستجد، نظير ما قدمته وتقدمه من تضحيات كبيرة، قبلت من خلالها التحدي، وقدمت بعطائها كل ما تستطيع؛ لتكون الركيزة الأساسية، وفي الخطوط الأمامية؛ لتكون القدوة والمربية والأم والمعلمة والطبيبة والأخصائية لمواجهة كافة الضغوط النفسية لأفراد الأسرة، والإدارية المسؤولة عن التخطيط لبرنامج روتيني يومي للأبناء.