وأكد أحد القائمين على المبادرة والمشرف على منتدى المسرح المؤلف والباحث ياسر مدخلي أن المبادرة تهدف إلى تعريف المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء قدمت الكثير في خدمة المسرح السعودي، الذي يؤرخ له منذ تأسيس المملكة بإعطاء لمحة عن البدايات والأعمال التي قدمها المسرحيون، ووجود أسماء بارزة في هذا المجال الإبداعي شكلوا ملامحه، واستطاعوا أن يجعلوه حاضرا في المحافل الدولية والعالمية.
وأوضح مدخلي أن المبادرة مستمرة حتى انتهاء فرز جميع المسرحيين السعوديين، ونشرها كمحتوى يومي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متضمنة التعريف بكل منهم، بحيث يشمل ذلك نشأته وحياته، فضلا عن تعليمه والشهادات التي حصل عليها، بالإضافة إلى الاطلاع على أبرز المسرحيات، التي شارك فيها والجوائز التي حصدها كل منهم.
وقال إن منتدى المسرح، الذي بادر بهذه الخطوة وجد دعما ومؤازرة من المسرحيين وفي مقدمتهم عضوا المنتدى رامي الأحمدي وياسر الحربي؛ اللذان يشاركان بجمع المعلومات عن المسرحيين من مصادر مختلفة، والصياغة اللازمة والتصميم ومعالجة الصور، مشيرا إلى أن المنتدى قام بنشر أكثر من 50 بطاقة تعريفية في المبادرة، منهم نجوم نالوا شهرة واسعة مثل بكر الشدي ومحمد العلي وناصر القصبي وعبدالله السدحان، وآخرون قدموا أعمالا مهمة عربيا مثل محمد العثيم وفهد الحارثي وعبدالله باحطاب، ولاقت صدى كبيرا وتفاعلا من قبل المسرحيين السعوديين والعرب والمهتمين بالفن والثقافة، ووجه شكره لمجلس إدارة النادي الأدبي، الذي شجع على إطلاق المبادرة بدعم رئيس النادي د. عبدالله عويقل السلمي.
وختم بقوله: هذا الوطن يهتم دوما بإبراز مكانة مبدعيه وتكريمهم والاحتفاء بهم، ووزارة الثقافة سعت بكل اهتمام إلى إبراز مبدعينا وتكريمهم، فالشكر لكل مبدع يستشعر في عطائه عظمة هذا الوطن المجيد.
تحفظ الجهود
فيما يقول أستاذ الدراما والسرديات ورئيس رابطة الإنتاج المسرحي العربي المشترك ATPA د. سامي الجمعان: لاشك أنها مبادرة مهمة وتحفظ الجهود، ونشكر النادي الأدبي على تقديمها، كما نقدر جهد القائمين عليها، فمثل هذه المبادرات تعيد للذاكرة أناسا قدموا للمسرح السعودي واجتهدوا، وحق لهم أن يبقوا في الذاكرة، فالفكرة جيدة وتواكب الحركة الديناميكية لمواقع التواصل الاجتماعي من حيث سرعة الوصول واختصار المعلومة، وأقترح عليهم أن تصدر في كتيب جيب صغير ليتم تداولها بشكل أسرع.
وأضاف: من جهة أخرى تبقى مسألة التوثيق مسألة حساسة للغاية، لأنه طالما أنك ستأتي على كل الأسماء، فينبغي ألا يتم نسيان أحد، فهناك أسماء كثيرة خدمت المسرح السعودي في كل مناطق المملكة وأنجزت وارتبط اسمها بالرموز ربما أكثر من غيرها، على اعتبار أن مصطلح رمز له أبعاده، كونه لابد أن يشير إلى منجز حقيقي في مسيرة هذا المسرح، ولا يعني بأي حال من الأحوال مجرد المشاركة بأي شيء فحسب، وأنا على يقين أن زملائي الأعزاء القائمين على هذه المبادرة الرائعة يأخذون على عاتقهم مثل هذه المسألة بعين الاعتبار.
الذاكرة الفنية
ويضيف المسرحي عبدالله الجفال: هناك يقين دائم لدي بأن أي جهد مهما قل أو كثر باتجاه تحفيز ذاكرتنا الفنية السعودية سيترك عاجلا أم آجلا مساحة في ذهن المتلقي على المستوى الفني، ومن هنا فإن رأيي سيكون مجروحا في هذه المبادرة، بمعنى أن انحيازي لها سيكون جارفا دون قيود مهما كان اتجاهها منصبا على منطقة جغرافية من بلادي أو كانت شاملة لكل منطقة جغرافية، فالذاكرة الفنية مهمة جدا للفنان السعودي باعتبارها نافذة نطل منها على المهمومين والباحثين في تراثنا الفني قديما وحديثا، ونقدمه لهم على طبق من ذهب.
يتحرك بوعي
فيما يقول المسرحي إبراهيم الحارثي: منتدى المسرح يتحرك بوعي شديد في موضوعه، الذي أطلقه بالتزامن مع يوم المسرح العالمي، منذ إنشاء المنتدى والقائمين عليه ينطلقون وفق بناء حقيقي، ويقتربون من المواضيع المهمة لحالة الحراك المسرحي محليا، ومبادرة رموز المسرح تعد أهم المبادرات التي يقوم بها المنتدى، مثل هذه الجهود يجب أن توثق وأن تبارك فعليا من الجهات ذات الصلة، فالمسرح هذا الكائن النبيل يستحق منا أن نخدمه بكل الأدوات المتاحة، وكل مَنْ قدم جهده وبذل وقته من أجل هذا السيد النبيل يستحق أن نشكره، فشكرا للنادي الأدبي بجدة وشكرا للأصدقاء ياسر مدخلي ورامي الأحمدي على الجدية في الاشتغالات، التي تنطلق من وعي حقيقي بقيمة المسرح، وتسلط الضوء على المسرحيين الذين حملوا رايات الفرح لهذا الوطن من خلال جهودهم التي أثرت الساحة المسرحية محليا وخارجيا.
تأريخ وتوثيق
فيما يقول المسرحي مرتجى الحميدي: يغيب الكثير من الإرث المسرحي عن المسرحيين قبل الشعب، فحينما تسأل عن شخصيات مسرحية ومسرحيات لأجيال الثمانينيات، لا أحد يعلم عن هذا شيئا، لأنه لا يوجد تأريخ وتوثيق لهذا الإرث، فالمسرح في السعودية منذ القدم، ولكن ما زلنا حينما نتحدث مع العامة يسألون: هل هناك مسرح سعودي؟
وأضاف: نعم هنالك مسرح سعودي، ولكن لا نعلم عنه أي شيء، مؤخرا بدأنا نعلم عن هذا التاريخ والبدايات والرواد حينما وثق علي السعيد وبدأ العمل على أرشفة هذه الأعمال، اليوم بدأت الفنون تدخل في المناهج التعليمية، وبدأ المسرح يبرز داخل المملكة بعد مبادرة المسرح الوطني وإنشاء هيئة مختصة بالمسرح والفنون الأدائية، ولهذه الرموز فضل كبير في استمرارية المسرح لكي يكون جزءا من ثقافة الوطن، فلا بد من تعريف الأجيال الجديدة من الفنانين وعامة الشعب بهؤلاء الرموز.
نافذة جيدة
ويضيف المسرحي أحمد الهذيل: لا شك في أن هذه البادرة تعتبر نافذة جيدة للتعريف بالمشتغلين بالمجال الفني والثقافي بمختلف تخصصاتهم وأدوارهم على الساحة في مجال يلف مناطق المملكة المترامية الأطراف، وكذلك تعريف الآخرين في مختلف أقطار الوطن العربي من المشتغلين بنفس المجال بما تزخر به المملكة من عناصر ممارسة وبارزة كل في مجاله، وكسيرة ذاتية مختصرة عن بدايات وعطاءات ومنجزات وإسهامات ومشاركات ودور كل شخص في مجاله داخل وخارج المملكة.