يعاني العراق من سيطرة إيران، وميليشياتها على المشهد السياسي، ويصعب مواجهة هذه الميليشيات بسهولة، خاصة أن الحكومات السابقة، وآخرها حكومة عادل عبدالمهدي لم تستطع مواجهتها، وحاولت التعايش معها، وأصبح العراق اللادولة، وبعد تولي مصطفى الكاظمي الرجل، الذي جاء بناء على موافقة شعبية أصبح في مواجهة مع هذه الميليشيات، وهو اختار المواجهة رغم صعوبة التخلص من هذه الميليشيات، التي أصبحت تملك قوة سياسية، وأسلحة، ومقرات، ودعما من الدولة لها، لكن الكاظمي جاء بفكر مختلف عن سابقيه ووعي وطني، ويريد فرض سيادة القانون، والدستور، ومواجهة كل الخارجين عن القانون، الذين يريدون استمرار الفوضى في العراق من أجل نهب أموال الشعب العراقي لخدمة نظام الملالي.
الكاظمي يواجه أكبر حملة تشويه، وتخوين له لأنه وقف ضد ميليشيات إرهابية لا تريد فرض القانون عليها، وهي التي قتلت الشعب العراقي عندما خرج يطالب بإسقاط كل رجال إيران، وميليشياتها في العراق، ويطالب بتطهير العراق من الفساد، وقطع العلاقة مع إيران، والعودة إلى الحضن العربي، لكن هذه المطالبات واجهتها ميليشيات إيران بإطلاق الرصاص الحي من قناصة تم تدريبهم جيدا في معسكرات الحرس الثوري على خيرة شباب العراق، وأبنائه، واغتالت شبابا كان يحلم بالحرية لوطنه، والتخلص من الاحتلال الإيراني، الذي أدى إلى الفقر، والطائفية، والقتل في العراق.
مصادمات الكاظمي بدأت مع حزب الله العراقي التابع إلى ميليشيات الحشد الشعبي، الذي يقوم بإطلاق الصواريخ على المنطقة الخضراء في بغداد، التي توجد فيها السفارات الأجنبية، وهذا ما استدعى الكاظمي لمواجهة هذه الكتائب الإرهابية، وقامت قوات مكافحة الإرهاب باعتقال عناصر حزب الله العراقي، لكن ميليشيات إيران صعّدت الموضوع، وقامت بالخروج إلى الشارع، وهددت باستخدام القوة لإخراج العناصر التي تم اعتقالها، وبعد ضغوط تم تشكيل لجنة مشتركة من الحكومة، والحشد للبحث، والتحقيق، وأدى بعد ذلك إلى الإفراج عن هذه العناصر، التي أعلنت تحديها للكاظمي بأنها لن تسلم السلاح، وهذا الإعلان بالتأكيد سوف يصعّد من المواجهة في الأيام القادمة، خاصة أن الكاظمي يعمل مع قوات مكافحة الإرهاب، والقوات المسلحة العراقية من أجل إعادة سيطرة، وهيمنة الدولة لأنها السبيل الوحيد إلى استقرار العراق، الذي سوف يؤدي في النهاية إلى إعمار حقيقي للعراق، وعودة الاستثمارات، التي سوف تنعش الاقتصاد العراقي، وتوفر فرص عمل للشباب العراقي، وتقضي على الجوع، والفقر، لكن سوف تظل ميليشيات إيران، والتدخل الإيراني في العراق عقبة أمام الكاظمي، الذي سوف يسعى إلى إخراج العراق من النفق المظلم.
alharby0111@