السواليف الجماعية غالبا يشوبها التعميم، فنجد بعضا من أبناء جلدتي الرجال مثلا يقولون، الحريم يا خي ما يتعبون من الأسواق، الحريم يا حبهم للصرف والتبذير، انتبه تعلم المرأة كل شيء ترا تفضحك، ثم ينطلق أحدهم في «سالفة ما مستطردا عن الغيرة» فيعلق أحد الحضور قائلا «عاد الحرمة إذا غارت الله يعينك ياخي..»، وكأنهم يريدون أنثى متجردة من صفاتها الأساسية بلا غيرة ولا زينة ولا اهتمام ولا ولا... وحتى لا تسن السيوف في وجهي وأوصف بأني متملق لهن وأبحث عن رضا الأطراف الناعمة أقول، هناك مثل هذه الأحاديث تتكرر أيضا بشكل مماثل فالنساء لديهن ديوانيات سواليف جماعية لسحق مزايا الرجال إلا ما ندر، ولكن مساحة المقال لا تكفي للحديث عن الطرفين فدعونا في المرأة الآن ونفرد مقالا آخر لزملائي الرجال. نعود إلى موضوعنا والذي أقصد فيه الأنثى في الأسرة الأم والأخت والبنت والزوجة وهن اللاتي بفضل من الله تربطنا معهن علاقة أزلية والتي إما تكون كما أمر الله سبحانه ورسوله عليه الصلاة والسلام بصلة الرحم والإحسان ومسؤولية الرعية، وإلا أن يكون للشيطان منفذا فيكثر الخصام والانفصال وغالبا وأكرر غالبا السبب يكون في عدم التفاهم. الله سبحانه خلق الذكر والأنثى مختلفين وليس متضادين أي لا يتقابلان ولكن يمتزجان وبالتالي هنا الرقة والنعومة والهدوء والعطف والسكينة وهناك الشدة والعمل والكدح والهيبة والغلظة وتولي المسؤولية، وبالتالي الرابط بينهما كما قال سبحانه (مودة ورحمة)، فلم يقل فهما ولا حتى حبا كأساس، ولذلك أقول لكل رجل وأولهم محدثكم الفقير إلى الله لا تحاول أبدا أن تفهم أو تفهم الأنثى ولا تضع ثانية واحدة في ذلك؛ لأنك غالبا إن تفاهمت فأنت تتفاهم مع صفات جبلت وفطرت عليها ولم تكتسبها وهنا لا أشير إلى العيب إطلاقا بل بالعكس أتكلم عن فطرة الله في خلقه.
ولكن الصحيح بدلا عن التفاهم هو التعايش، والذي هو موئد الخلافات وقبرها العميق على كل صعيد، الأنثى يا عزيزي كالبحر إن أحببتها كصياد أو بحار أو سباح أو حتى كعاشق لنسماته وأمواجه فلا يكفي أن تتفاهم معه وتبلغه كل ذلك لتأمن من خطر الغرق فيه وطوفانه إن غضب، بل يجب عليك أن تتعلم السباحة والغوص والإبحار وكل مهارات التعامل مع الطوارئ، ثم اهنأ واستمتع به واستخرج ما طاب منه من أسماك ولآلئ وحلي ومتعة البصر والعقل وتصبح الأنثى جنة الله في أرضه. أختم أنني لا أنتقص من الأنثى والتفاهم معها ولكنها في نظري لم تخلق لكي تفهمها بل لتتعايش معها، وأقصد بالخلق هنا أي خلق العلاقة بينها والرجل فهي من زينها الله له كما قال في كتابه.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النوايا الطيبة لا تخسر أبدا) في أمان الله.
Majid_Alsuhaimi@