تشهد المنطقة في الآونة الأخيرة أحداثا متسارعة ومحاولة حثيثة ممزوجة بحذر شديد نحو العودة إلى الحياة الطبيعية، من خلال العديد من القرارات، التي كان من ضمنها إطلاق صيف السعودية «تنفس»، إذ إن الظروف الراهنة قد تجبر السائح السعودي الذي اعتاد على السياحة في الخارج أن يكتفي بالتنزه في ربوع بلاده وإعادة النظر لاكتشاف بعض المناطق التي تستحق أن تكون ضمن الخيارات التي لا تقل جاذبية عن قريناتها في البلاد المجاورة، كما أن ذلك سوف يساهم بشكل كبير في الحد من تسرب الدخل الوطني خارج البلاد؛ مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي وانتعاش القطاع السياحي الذي سوف يساعد بدوره على دفع عجلة الاستثمار والسير نحو العمل على التطوير المستمر لتكون مدن المملكة ضمن الوجهات السياحية المعتمدة، وفق مستوى عال من الجودة والقدرة على المنافسة؛ كونها تحمل الكثير من المقومات المناخية في البعض من مدنها والتاريخية في البعض الآخر.
يأتي صيف السعودية ليوجه أعيننا نحو العديد من المعالم التي لو كنا قد شاهدناها في التلفاز أو من خلال الصور لما خمنا أنها في المملكة، وهذا ما قد يجعلنا نقع في مواقف محرجة عندما يسألنا شخص ما من الخارج عن أهم المعالم في بلادنا فلا نذكر منها سوى الحرمين الشريفين! وهما بالتأكيد من أهم المعالم التي شرفنا الله بأن أنارت مملكتنا ولكن هذا لا يعني أن نكتفي بذكرهما فقط، فنحن نمتلك عمقا تاريخيا وحضاريا في كل بقعة من بقاع المملكة وبنية تحتية زاخرة بالعناصر الجاذبة، فالمملكة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة ذات ثروة جيولوجية متنوعة ساعدت على أن تجعل من المملكة منطقة متعددة المواهب السياحية، إذ نجد البحر الذي طالما تلونت أمواجه مع خيوط الشمس أو تلألأت مع بريق القمر، والطبيعة الساحرة التي اعتدنا على اقترانها بالطقس المعتدل وزخات المطر الباردة، كما أن الموروث الحضاري والثقافي والإرث التاريخي الذي يملؤها يتقاطع مع العديد من حضارات العالم؛ مما جعل منها جوهرة براقة تعكس لنا في كل جهة من جهاتها جمالا مختلفا يستحق أن نمعن النظر فيه.
تسعى المملكة لتحقيق مستويات قياسية من السفر المحلي وخلق فرص عمل تخدم هذا النطاق لتعزيز التنمية البشرية والحفاظ على الاستدامة البيئية، كما أنها وبكل تأكيد سوف تعمل على تذليل كافة المعوقات التي كانت بمثابة الحاجز دون تنشيط السياحة في وقت سابق، مما سيغير ذلك بعض المفاهيم التي حالت دون التمتع بخيرات الوطن السياحية لدى البعض، إذ إننا سوف نكون بإذن الله على موعد مع رحلات ممتعة في أجواء آمنة وفق إجراءات احترازية عالية تضمن لنا أن نتنفس روح السعودية كما يجب.
11Labanda@