DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خطيب الحرم المكي: صدأ القلب بالغفلة والذنب .. وجلاؤه بالاستغفار والذكر

خطيب الحرم المكي: صدأ القلب بالغفلة والذنب .. وجلاؤه بالاستغفار والذكر
خطيب الحرم المكي: صدأ القلب بالغفلة والذنب .. وجلاؤه بالاستغفار والذكر
د. بندر بليلة يلقي خطبة الجمعة امس (واس)
خطيب الحرم المكي: صدأ القلب بالغفلة والذنب .. وجلاؤه بالاستغفار والذكر
د. بندر بليلة يلقي خطبة الجمعة امس (واس)
قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. بندر بليلة إن الله تعالى خلق القلوب لتكون عارفة به، متعرفة إليه، موصولة به، لا يصدها عن ذكره صاد، ولا يشغلها عن التفكر في آياته راد، غير أنه قد تعرض لهذه القلوب أدواء وحجب تحول بينها وبين ما خلقت له، وتزيلها عن حالها التي أريدت لها، ومن أخطر ما يعرض لها وأضره: داء الغفلة، فإنه رقاد القلب، وانصرافه عن الذكر، وإعراضه عن التذكرة، حتى يتابع النفس فيما تشتهيه، ويفقد الشعور بما حقه أن يشعر به ويوقف عنده.
آيات كونية
وأضاف في خطبة الجمعة أمس إن هذه الغفلات: الغفلة عن التفكر في الآيات الكونية والشرعية، فتأتي واحدة بعد واحدة، والقلوب لاهية سامدة، لا تنبعث إلى تصديق وإيمان، ولا تنجفل إلى خوف وخضوع وتضرع وإذعان وذلك الشأن إذا وردت الآيات على محل غافل، غير قابل للتذكرة، فكأنما هي غيث ينزل على أرض ليحييها، لكنها قيعان، لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ، ومنها: الغفلة عن الدار الآخرة، وما تستحقه من السعي لها حق سعيها، وإعداد الحرث لها قبل أن يأتي يوم الحسرة للغافلين، فحظ هؤلاء الغافلين أنهم منقطعون إلى الدنيا، لا يتجاوز علمهم هذه الدار إلى غيرها، وهم مع ذلك إنما يعلمون ظاهرها البراق، دون حقيقتها وسرها، فيعرفون ملاذها وملاعبها وشهواتها، ويجهلون مضارها ومتاعبها وآلامها، يعلمون أنها خلقت لهم، ولا يعلمون أنهم لم يخلقوا لها، يشغلهم حال الإخلاد إليها، والاطمئنان بها، ويغفلون عن فنائها وزوالها، فهي قصيرة وإن طالت، دميمة وإن تزينت.
أهل الجنة
وأردف فضيلته يقول: فإذا أتت الآخرة التي غفلوا عنها، هنالك حقت حسرتهم، يوم لا تنفع الحسرة هذا يوم يقضى بين الخلائق: فمنهم شقي وسعيد، منهم خالد في الجنة، ومنهم خالد في السعير، فأما أهل الجنة ففي نعيم وحبور، وأما أهل النار ففي حسرة وثبور. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن السبيل إلى علاج هذه الغفلة هو العلم والبصيرة بحال الدنيا، وإنزالها منزلتها، وترك الاستغراق فيها، حتى لا يستولي حبها على القلوب، فتغفل عن الآخرة، فإن الدنيا والآخرة ضرتان: بقدر إرضاء إحداهما تسخط الأخرى، وبقدر تعلق القلب بإحداهما، ينصرف عن الأخرى، ولا علاج لذلك إلا بأن تكون الآخرة هي الغاية، والدنيا هي الوسيلة إليها، فإذا كانت كذلك، فهي مزرعة الآخرة، ونعمت المزرعة، ومن الغفلة اللاهية أيضا: الغفلة عن الاعتبار والاتعاظ بأحوال من مضى من الأمم، فما أكثر العبر، وما أقل الاعتبار.
العلاج النبوي
وأشار فضيلته إلى أن من أعظم أنواع الغفلات: الغفلة عن ذكر الله تعالى، فهي الجالبة لغيرها من الغفلات، المحيطة بألوان من التيه والضياع والشتات، وسبيل العلاج من هذه الغفلة هو دوام الذكر، ومجاهدته، وذلك «أن الذكر ينبه القلب من نومته، ويوقظه من سنته، والقلب إذا كان نائما، فاتته الأرباح، وكان الغالب عليه الخسران، فإذا استيقظ وعلم ما فاته في نومته، شد المئزر، وأحيا بقية عمره، واستدرك ما فاته، ولا تحصل يقظته إلا بالذكر، فإن الغفلة نوم ثقيل» ومما يؤمن من هذه الغفلة، ويعصم منها ذلكم العلاج النبوي الشريف. وأوضح أن من أعظم أسباب الغفلة تراكم الذنوب على صفحات القلوب، وكل ذنب لم يتب منه صاحبه، فلا بد أن يكون له تأثيره على صفاء البصيرة، ونورها، وإن العبد ليذنب وإنها لتظلم شيئا فشيئا، حتى تصدأ، كما يصدأ الحديد.
سراء وخير
وفي المدينة المنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إن الخلق يتحولون من حال إلى حال فهم بين فضله ورحمته وبين عدله وحكمته، فما أصاب الخلق من سراء وخير فبمحض فضله تعالى، وبين أن النعم مبتدؤها من الله تعالى ومنتهاها إليه سبحانه وتعالى، مشيرا إلى أن من رحمة الله بعباده أن أمرهم بشكر النعم لتبقى وتزيد، محذرا من عدم شكر النعم لئلا تزول وتحيد.