فإهمال الرقابة من قبل الوالدين تؤدي إلى حروب وصراعات نفسية واجتماعية وأخلاقية لأطفالهم في المستقبل لا سمح الله. على سبيل المثال، فإن التحرش بالأطفال من قبل العمالة المنزلية بسبب الإهمال كان له دور كبير في الانحراف. وبعد فترة قد يتساءل بعض الآباء عن أسباب ودوافع انحراف أو عدوانية أطفالهم في فترة المراهقة أو ما بعد ذلك. وإن تتبعنا الخط الزمني التراكمي لحياة هذا الطفل لوجدنا ثغرات متعددة بسبب غفلة أحد الأبوين عن طفلهما. لتكون هذه الغفلة دافعا للغرباء ليقوموا بأفعال شاذة.
سابقا كنت قد فتحت باب الاستشارات التطوعية، ومن ضمن المشاكل التي يواجهها البعض الانحرافات. فأغلب الحالات كانت تراوح بين الانتقام بسبب إهمال الأبوين. فطرة الطفل لا تقبل الفعل الشاذ بشكل عام ولكن في حالة التحرش فإن البعض يلوم تجاهل وعدم اهتمام والديه له في طفولته. فتتكون عند البعض مشاعر عدوانية خفية تجاه والديه فيمارس رغباته المنحرفة اعتقادا منه أنه رد للاعتبار بالنسبة له.
فدوافع الفاعل (المتحرش) متعددة ومجهولة بالنسبة لنا خاصة مع العمالة الأجنبية. فالبيئة والظروف القاسية تؤثر سلبا في بعض الأحيان بسلوك الإنسان إذا لم يردع نفسه بمجاهدتها. رسالتي إلى الأبوين هي، الرقابة عن كثب للسلوكيات وعدم إعطاء الثقة المطلقة للدخلاء. تنبيه الطفل على التفرقة بين السلوك الطبيعي وغيره، وتوعيته عن طريق الدروس التي تتناسب مع مفاهيمه. إعطاء الطفل الأمان أثناء الحديث عن مواقفه اليومية ومناقشة تفاصيلها بعيدا عن التهديد والتخويف. فخوف الطفل يدفعه للكذب وإخفاء الحقائق عن أبويه. وعودة إلى الموقف السابق، فإنه من الخطأ أن يعتمد الأبوان على أطفالهم الكبار في رعاية إخوتهم الصغار. فالطفل مهما كان واعيا فإنه سينجذب لاهتمامته تاركا مسؤولياته تجاه إخوته الصغار.
FofKEDL@