وقال السماعيل: في هذا الملتقى وغيره من الفعاليات المهمة التي تقام هنا وهناك، نكتشف فاعلية التواصل عن بعد من خلال استثمار منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقاته المختلفة، لتحقيق التواصل المنشود بين المبدعين من كل مكان، وهذه إيجابية تحسب لـ«كورونا» إن صح التعبير، ولكن بالتأكيد سنستفيد منها إذا أثبتت نجاحاتها بعد زوال هذا المرض الخبيث قريبا بإذن الله.
وفيما يخص النص المسرحي، أوضح السماعيل أن الجميع اتفق على أن الاحتفاء به في مثل هذه المناسبات أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، خصوصا بعد تصاعد الدعوات الحديثة، التي تهدف للتشكيك في النص وتهميش أهميته للمسرح، تلك الدعوات والدراسات ضد النص المسرحي، فهي تلتجئ إلى تكوين النص المسرحي من خلال الإخراج أو الارتجال مباشرة مثل حالة المسرح التفاعلي، وهذا «في رأيه الخاص» ليس خطأ في فكرته بل في دقة تصوره وعلاقته بالنص خصوصا، ففي جميع الأحوال لابد من توفير فكرة أساسية جديدة أو من نص مكتوب، أو كتابة فكرة وتصنيف الأدوار وخلق أساسيات الحوار فيها بالضرورة، سوف يقوم المخرج بذلك أو أي شخص آخر من فريق العمل، وليس بالضرورة من نص مؤلف خارج التجربة، وبالتالي لن يغيب النص بل ستختلف طريقة كتابته فقط، وهي عودة ربما غير دقيقة أو مطابقة في حالة مسرح ما قبل المخرج، عندما كان المؤلف هو مَنْ يقوم بتأليف وإخراج النص المسرحي بنفسه.
وتابع: أعتقد أن وجود المؤلف والنص ما قبل العرض سيبقى حجر الزاوية والقاعدة الأولى لأي مسرحية، مثلما سيبقى المخرج عماد العرض المسرحي أيضا، وليس فقط لأهمية النص، بل لأهمية وجود الكاتب نفسه كمبدع، الذي يمثل حالة فنية ومسرحية فريدة من نوعها.
وأكد السماعيل أن النص المسرحي كتابة يختلف كثيرا عن كتابة القصة أو الرواية أو القصيدة، فالكاتب المسرحي هو مَنْ يمتلك القدرة على الحركة الدرامية، إضافة إلى الحس الأدبي واللغوي والمسرحي معا، وهي ميزة فريدة لفن المسرح يجب أن تبقى وتتطور.
وذكر مشرف لجنة المسرح بالجمعية فرع الدمام ناصر الظافر أنه انطلاقا من المسرح، وانتصارا للثقافة والعودة بالأمل وللحياة الطبيعية يأتي ملتقى الدمام الثالث للنص المسرحي هذا العام، فالمسرح مدار وفن وتعبير وأداء وتمثيل وانطلاق حقيقي لخيال وفكرة تتكامل مع المحتوى والنص، هذا النص الذي يتماهى مع الحالات ويتفاعل مع الأفكار، ويتفجر من الأحاسيس في الأداء، ويصل للمتلقي مع العرض، وهي الحلقة التي تكون سلسلة الإبداع.
وأوضح أن الملتقى يشهد ثلاثة أيام بتجليات مختلفة لهذا الإبداع حسيا وفكريا، وبتفاصيل السرد والحوار واللغة والتعبير، التي أرادتها الجمعية أن تكون محور ملتقاها، وتسلط الضوء على التجارب السعودية في النص المسرحي بمشاركة ٩ دول عربية، بعد أن كان في دورتيه الأولى والثانية بنطاق محلي وبإشراف بيت المسرح بقيادة عباس الحايك، وهي جهود الجمعية، التي تقدمها وتستثير بها أساسيات الجمال التعبيري، ومفاتيح الإبداع الإنساني الذي تراهن عليه مملكتنا، وتستعد للبحث فيه من أجل نهضة فكرية وجمالية وثقافية شاملة.