العديد من عاداتنا تغيرت مع الحظر، فالكثير منا اكتشف في نفسه ما لم تتح له سرعة الحياة ومشاغلها التعرف عليها، ومن نتائجة الإيجابية الاستغناء عن بعض السلوكيات، التي فيها هدر للمال والوقت. ومع عشقي للقهوة إلا أنني لا أملك جهازا مختصا لإعدادها، فشراؤها من المقهى كان أسهل وأسرع. واتضح لي مع الحظر أن في إعدادها لذة مختلفة، فأنت تعدها بيديك بحب، وتعرفت على أنواع الحبوب الفاخرة، والألوان المتعددة لتحميص حبوبها حتى يتم الحصولُ على النّكهة اللذيذة، التي تتناسب مع طقوسك. لذا قررت شراء جهاز بعد فك الحظر للاستمتاع بقهوتي في كل وقت وللتوفير، فقد استُنزفت الميزانيات من أكواب القهوة اليومية.
تعود الحياة لطبيعتها بشكل تدريجي مع أخذ الاحتياطات الاحترازية للحفاظ على الأمن الصحي للجميع، ولأهمية المحافظة على النشاط الاقتصادي وتعافيه مع التأكيد بأن العدو الخفي لا يزال موجوداً. المشهد العام اليوم مربك فتجد الأسواق التجارية مكتظة وفيها بعض التجاوزات على الرغم من وعي المجتمع وإدراكهم بأهمية التباعد وعدم الخروج إلا للضرورة. فخطورة المخالطة تكمن في سرعة انتقال الفيروس، لذا لا بد من الالتزام ببروتوكولات السلامة. كما أنه ارتفع الطلب على جميع السلع، خاصة باهظة الثمن كالسيارات والإلكترونيات، بينما يؤكد الخبراء والمختصون الاقتصاديون أنه في الأشهر القادمة قد تنخفض القدرة الشرائية للأفراد بسبب هذه المعطيات، لذا سيكون هناك نزول في الأسعار لانخفاض الطلب.
والجدير بالذكر، أن هذه المرحلة الانتقالية تفرض على المستهلك توخي الحذر ووضع آلية في الإنفاق والتأكد من أنك تحتاج للمنتج، الذي تود شراءه فعلاً ولا تريد مجرد الاقتناء. كما يمكننا أن نستمر في ممارسة العادات الإيجابية، التي اكتسبناها من الحجر مثل أنك تعد قهوتك بنفسك بدل من شرائها بمبلغ لا يقل عن 10 ريالات للكوب الواحد. ولا بد من التنويه أن نكون كمواطنين واعين عند الشراء، وذلك بالتأكد من جودة المنتج وسلامة الأسعار، كما أن الجهات الحكومية المعنية مستمرة بالحملات التفتيشية على الأسواق والمحلات التجارية للتأكد من التزامهم بالأحكام والأنظمة وهو ما يشكرون عليه ويفترض أن نتعاون معه.
وللمهتمين لم أحصل بعد على ماكينة القهوة، فهي ليست من الضروريات، فيمكنني تأجيلها للمحافظة على صحتي وصحة مَنْ حولي.
DrAL_Dossary18 @