وتابع: كان تعاونهما أكثر بروزًا على النقيض من العداء السابق بين الرئيس البيرونية الأخيرة كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، ورئيس بلدية بوينس آيرس السابق والرئيس في وقت لاحق نفسه، موريسيو ماكري.
وأردف يقول: لكن مع ارتفاع الحالات والبيانات الجديدة التي تشير إلى توقعات اقتصادية قاتمة، فإن السؤال عن مدى التعاون الوثيق مع الحكومة يكشف عن الانقسامات داخل المعارضة الأرجنتينية الموحدة. وأضاف: مع ظهور آثاره الكاملة ببطء، يمكن لوباء فيروس كورونا أن يشكّل صراعًا مزدهرًا على السلطة بعد فشل ماكري في الفوز بإعادة انتخابه العام الماضي.
ونقل عن مارييل فوروني، المحلل السياسي ومدير شركة متخصصة في استطلاعات الرأي (مانجمنت آند فيت)، قوله: إن لاريتا، الذي انضم إلى فرنانديز في 26 يونيو للإعلان عن حجر صحي أكثر صرامة للمنطقة الحضرية المكتظة بالسكان في بوينس آيرس، هو اليوم زعيم المعارضة الذي يتمتع بأكبر قدر من الزخم. بعد فوزه بفترة ثانية العام الماضي، واصل لاريتا ما يعتبره الكثيرون أسلوب حكم معتدل يشدد على الإدارة الفعّالة للمواجهات السياسية.
وأضاف الكاتب: بحسب الصحفي إيجناسيو بورتيس في صحيفة «إسينشيال»، فبرغم أن لاريتا يترأس أكبر معقل يعادي البيرونيين، إلا أنه اقترب من فرنانديز للعمل معًا لتفادي الأزمة الصحية العامة.
ونوّه إلى أن الارتفاع الكبير في حالات الوفيات في بوينس آيرس والمقاطعة المحيطة بها، والناجمة عن فيروس كورونا، دفع لاريتا وفرنانديز وحاكم المقاطعة (وحليف فرنانديز) أكسيل كيسيلوف إلى إلغاء خطط تخفيف إغلاق المنطقة.
وأشار إلى أن صور القادة الثلاثة الذين أعلنوا الحجر الصحي الجديد معًا تشير إلى نفور لاريتا من التحزب في خضم الأزمة.
وأضاف: لكن شخصيات بارزة داخل تحالف أحزاب المعارضة «معًا من أجل التغيير» ضغطت على لاريتا لينأى بنفسه عن الحكومة ويسرع في إعادة فتح الاقتصاد. ومن بين هؤلاء ألفريدو كورنيجو، رئيس حزب الاتحاد المدني الراديكالي المعارض والحاكم السابق لمندوزا، الذي يُنظر إليه، مثل لاريتا، كمنافس محتمل للرئاسة في عام 2023.
وأردف: بالمثل، حذر بيان صادر عن الائتلاف المدني، وهو حزب معارض أسسه السياسي المؤثر إليسا كاريو، من أن تربط مدينة بوينس آيرس إستراتيجيتها للخروج بعدم الكفاءة التي يتسم بها أكسيل كيسيلوف في تنفيذ سياسات الصحة العامة والأمن.
وأشار الكاتب إلى أن القلق الاقتصادي أمر مفهوم، حيث تقلص الاقتصاد الأرجنتيني بنسبة 26.4 % في أبريل مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وهو أسوأ أداء له منذ أن بدأت وكالة الإحصاء الحكومية في نشر البيانات الشهرية في عام 1993.
ونقل عن نيكولاس سالدياس، كبير الباحثين في مشروع الأرجنتين بمركز ويلسون، قوله: أعتقد أن لاريتا يراهن على أن سياسته المتعلقة بالحجر الصحي ستؤتي ثمارها وسيتعافى الاقتصاد. إذا لم تؤتِ سياسته ثمارها، فإن المعارضة داخل المعارضة، الجزء الأكثر تشددًا إزاء البيرونيين، ستقول إنه تم بيع الاقتصاد إلى البيرونيين بما دمّر الطبقة الوسطى.
ولفت إلى أن واحدة من أبرز هؤلاء المتشددين باتريشيا بولريتش، رئيسة حزب الاقتراح الجمهوري، التي انتقدت مقاربة الحكومة للفيروس بشكل متكرر قائلة إن الحجر الصحي يؤجل المشكلة.