تحطيم النموذج
ومضى الكاتب يقول: سيحطم هذا الإجراء النموذج الذي كان حاكمًا لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لعقود. الضم الإسرائيلي سوف يبشر بعهد جديد من الأحادية، وستكون نتائجه تحولًا في السياسة على الجانب الفلسطيني من المعادلة أيضًا.
وأشار إلى أن عملية الضم ليست أمرًا مفروغًا منه، مضيفًا: «لقد أعرب رئيس الوزراء المناوب بيني غانتس والزعماء العرب ونائب الرئيس السابق جو بايدن وكل الديمقراطيين في الكونجرس تقريبًا عن قلقهم أو معارضة صريحة.
وتابع: إن موقف إدارة ترامب غير واضح، حيث تصورت الضم في سياق خطة سلام أكبر تبدو الحكومة الإسرائيلية أكثر ترددًا في الموافقة عليها».
وأضاف: مع ذلك، في حالة حدوث الضم، واعترفت به إدارة ترامب، فإن حل الدولتين سيكون على حافة الهاوية.
حقائق جديدة
ومضى يقول: في مثل هذا العالم، سيكون من المهم اتخاذ خطوات لإنشاء مجموعة جديدة من الحقائق على الأرض التي تشكل بيئة الدولتين. إن الاستجابة الأكثر فاعلية وذات مغزى من قبل المؤيدين لحل الدولتين في الولايات المتحدة، خاصة في الكونجرس، هي الدعوة إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.
وأوضح الكاتب أن الضم سيكون علامة لا لبس فيها على أن الإسرائيليين يبتعدون عن حل الدولتين. لكن ما لا يقل أهمية هو التأثير على الفلسطينيين، الذين لم يعودوا يعتقدون بإمكانية تحقيق دولة خاصة بهم.
وتابع: أظهر الاستطلاع في الأراضي الفلسطينية بالفعل أن دعم حل الدولتين في أدنى مستوياته منذ أن بدأ الإسرائيليون والفلسطينيون في التفاوض عام 1993 بتوقيع اتفاقيات أوسلو. والمعارضة ليس لها علاقة بمضمون الاتفاق، وإنما بسبب عدم الاعتقاد بأنه من الممكن مواجهة ما يزيد على 25 عامًا من الفشل ونمو المستوطنات الإسرائيلية على أرض يفترض أنها مخصصة لدولة فلسطينية.
ولفت الكاتب إلى أن الضم الإسرائيلي الأحادي الجانب، المصمم ليثبت للفلسطينيين أن إسرائيل لن تكون رهينة لحق النقض الفلسطيني على حدودها وأراضيها، سيكون له تأثير أكثر شمولًا.
وأوضح أن من شأن ذلك أن يسرع عملية تدهور المؤسسات الفلسطينية نحو المزيد من الخلل والاستبداد، حيث سينظر إليها بشكل متزايد من قبل الفلسطينيين كأدوات للاحتلال الإسرائيلي، وليس التحضير لدولة، وفي نهاية المطاف، سيؤدي هذا الافتقار إلى الشرعية إلى انهيار السلطة الفلسطينية.
الاعتراف بفلسطين
وتابع: إن الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون بمثابة دفعة سياسية ضخمة لمؤيدي الدولتين الفلسطينيين من خلال توفير إنجاز رمزي لطموح وطني طال انتظاره. كما أنه سيعزز شرعية السلطة الفلسطينية ويحبط انهيارها.
ولفت إلى أن اعتراف الولايات المتحدة ينبغي أن يوضح أنه في حين يجب التفاوض على الحدود النهائية لإسرائيل وفلسطين بين الطرفين، فإن ذلك يجب أن يستند إلى خطوط 1967 مع تبادل الأراضي المتفق عليه بشكل متبادل، ما يرسخ سياسة الولايات المتحدة في 50 عامًا.
وتابع: من شبه المؤكد أن اعتراف الولايات المتحدة سيؤدي إلى أن يتبعها معظم الشركاء في أوروبا، الذين امتنعوا حتى الآن عن الاعتراف بدولة فلسطينية.
وأضاف: لكن حتى لو اختارت إدارة أمريكية عدم الاعتراف بفلسطين، فإن مجرد الإشارة إلى الدول الأوروبية بأن الولايات المتحدة لن تعارضها في اتخاذ هذا الإجراء يمكن أن يؤدي إلى موجة من الاعتراف الدولي من شأنه أن يعزز الفلسطينيين في لحظة يأس.
ومضى يقول: كما أن الاعتراف سيكون إجراء مضادًا مناسبًا للأحادية الإسرائيلية التي تعرض حل الدولتين لخطر شديد. كما أن الضم الإسرائيلي هو محاولة لتخطي المفاوضات والقفز إلى نقطة النهاية للاعتراف بالمطالب الإسرائيلية في الضفة الغربية، فإن الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون قفزة مماثلة لنقطة النهاية للأهداف الفلسطينية في أي عملية تفاوض.
وتابع: في حين أن الاعتراف بفلسطين قد يبدو متطرفًا للوهلة الأولى، إلا أنه يشكّل في الواقع أرضية وسطًا داخل الحزب الديمقراطي في أعقاب الضم. ستجادل أصوات أكثر تحفظًا بإقناع إسرائيل بعدم ضم أكثر مما فعلت، أو أن سحب اعتراف الرئيس ترامب بما حدث، سيكون كافيًا. لكن هذا سيعطي مجرد كلام دون اتخاذ إجراءات ملموسة لإنقاذ حل الدولتين.
وأضاف: سيقول التقدميون إنه بدلًا من ذلك يجب على الولايات المتحدة أن تبدأ في وضع شروط على 3.8 مليار دولار توفرها في المساعدة الأمنية لإسرائيل كل عام، ولكن هذه الخطوة ستضر بلا داع بالمصالح الأمنية الأمريكية والإسرائيلية في الشرق الأوسط، ولن يتردد صداها داخل المجتمع الفلسطيني ولن تحرك أي من الجانبين نحو حل الدولتين.
وأردف: دعونا نأمل أن تتخذ إسرائيل القرار الصحيح وتختار عدم ضم أراضي الضفة الغربية من جانب واحد. ولكن إذا حدث ذلك، فإن مؤيدي حل الدولتين في الكونجرس، وكذلك العديد من جماعات الضغط وقادة الجاليات العربية واليهودية الذين يشاركون في هذه القضية مع الولايات المتحدة، يجب أن ينادوا باعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطين باعتبارها أفضل طريقة للحفاظ على أي أمل في حل الدولتين.