[email protected]
رعاية الدولة للمنظومة الصحية تشكل إحدى أهم ركائز الإستراتيجيات والخطط المعنية بمسيرة التنمية كونها رعاية وحماية للإنسان، وهو دوما ما يأتي أولا في قائمة أولويات المملكة، وقد بدا جليا ما تحظى به قطاعات الصحة في أدائها النموذجي والاستجابة الشاملة مع بداية جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19)، بما انعكس إيجابا على قدرتها في السيطرة على آثاره والتصدي لمراحله وتوفير كافة متطلبات علاجه والوقاية منه في مشهد متكامل يشيد به أكثر دول العالم تقدما، وتأتي ضمن أطر الجهود والتضحيات التي تقوم بها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-، في الحفاظ على صحة الإنسان بشكل عام وخلال هذه الأزمة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر على وجه الخصوص.
يأتي خبر دخول مركز القلب في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض ضمن أكبر خمسة مراكز على مستوى العالم في جراحة الروبوت القلبية، بعد أن تمكن من إجراء 105 عمليات دقيقة ومعقدة للقلب خلال عام واحد بواسطة النظام الجراحي الروبوتي السريري بحسب تصنيف الشركة الأمريكية لروبوتات دافنشي (Da Vinci) والشركة المتعاونة معها لتدريب الجراحين في الجراحات الدقيقة (MIS) منافسا بذلك مراكز رائدة عالميا في أمراض وجراحة القلب في الولايات المتحدة الأمريكية، بناء على تقييم للفترة من فبراير 2019م وحتى شهر فبراير 2020م، في إطار توثيق آخر ودلالة جديدة على حجم الدعم والرعاية التي تحظى بها القطاعات الصحية بشكل عام والأبحاث المعنية بها على وجه التحديد، فهو إنجاز ينضم لمثلائه في الأطر المرتبطة لهذا المشهد بما يحقق استدامة القدرة والقوة في الأداء بالقطاعات الصحية والمجالات البحثية والعلمية، بالتالي يحقق النتائج المأمولة والتي كانت هي منصة انطلاق القرارات والمبادرات التي قدمتها الدولة في سبيل تطوير وتعزيز هذه الجوانب، وحين نمعن في آثار الجهود التي تقوم بها حكومة المملكة لتحقيق أعلى معدلات السلامة والحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين، وأعمال الفحص الموسع في مختلف مناطق المملكة، الذي يسهم في معرفة مدى انتشار الفيروس والكشف المبكر عنه، وقطع سلسلة العدوى ومنع تكون بؤر التفشي، وما يقدم للحالات النشطة والحرجة من رعاية طبية وعناية صحية وفق منظومة شاملة ومتكاملة، ندرك حجم تلك التضحيات التي بذلتها الدولة والتي أسهمت أيضا في وضع المملكة ضمن الدول الأكثر شفاء من فيروس كورونا، وتسجيل معدلات متميزة في نسبة شفاء الحالات المزمنة، إضافة إلى الإسهام في العديد من الأبحاث العلمية والجهود الدولية لاكتشاف لقاحات للفيروس.