أكدت المملكة العربية السعودية أن جهودها في مكافحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد ـ 19» جرت في إطار نهج قائم على حقوق الإنسان، ضمن مسارَين متوازيَين يتمثلان في مكافحة الوباء والحد من انتشاره من جهة، ومعالجة الآثار المترتبة عليه أو على التدابير الاحترازية المتخذة للحد من انتشاره على حقوق الإنسان من جهة أخرى.
وأوضحت في كلمتها أمام مجلس حقوق الإنسان في دورته الـ43 المنعقدة في جنيف، والتي ألقاها رئيس قسم حقوق الإنسان بوفد المملكة بالأمم المتحدة مشعل البلوي خلال الحوار التفاعلي مع المقرر المعني بحرية الرأي والتعبير، وأثر «كوفيد ـ 19» عليهما، أن أنظمة المملكة وفي مقدمتها النظام الأساسي للحكم، تتضافر لتعزيز حرية الرأي والتعبير مع مراعاة الحقوق الأخرى؛ كون حقوق الإنسان متكاملة ومترابطة وغير قابلة للتجزئة، كما جاء في إعلان وبرنامج عمل فيينا 1993، وهو ما ينسجم تمامًا مع المعايير الدولية ذات الصلة التي أخضعت حرية الرأي والتعبير لقيود ضرورية بموجب القانون، حماية لعدد من المبادئ المنصوص عليها في تلك المعايير، ومنها الصحة العامة، وهذا التقييد يستوفي مبادئ المشروعية والضرورة والتناسب، بحيث لا يفرض قيدًا على حرية الرأي والتعبير إلا بموجب أساس قانوني، وأن يكون هذا القيد ضروريًا ومتناسبًا مع الهدف أو المصلحة المتوخّاة.
وأشار إلى أن المادة الثامنة من نظام المطبوعات والنشر تضمنت أن حرية التعبير عن الرأي مكفولة بمختلف وسائل النشر في نطاق الأحكام الشرعية والنظامية.
وفيما يتعلق بنشر المعلومات وتمكين الجميع من الوصول إليها، أوضح البلوي أن الجهات المعنية في المملكة تقوم بنشر جميع المعلومات المتصلة بوباء كورونا «كوفيد-19»، حيث قامت وتقوم وزارة الصحة بنشر إحصائية يومية بأعداد حالات الإصابة بهذا الوباء وانتشارها وجميع ما يتعلق به، فضلًا عن إنشاء لوحة إلكترونية تحدّث بشكل مستمر وتتضمن تفاصيل دقيقة في هذا الشأن، يمكن للجميع الوصول إليها.
وأضاف رئيس قسم حقوق الإنسان في وفد المملكة بالأمم المتحدة إن المؤتمرات الصحفية التي تعقدها وزارة الصحة والجهات الأخرى المعنية بشكل دوري متاحة لجميع وسائل الإعلام، كما توفر الحماية الضرورية للصحفيين في ظل هذه الجائحة اعترافًا بدورهم الأساسي.